10 سبتمبر 2025

تسجيل

«أثر التعلم الاجتماعي في تعزيز الأداء الأكاديمي»

13 يونيو 2024

نواصل في هذا المقال العاشر سلسلة مقالاتنا عن الدراسات التعليمية العشر التي تعتبر الأكثر أهمية في عام 2023 من بين مئات الدراسات التعليمية الحديثة والقيمة، والتي أوردها الكاتبان المتخصصان يوكي تيرادا وستيفان ميللر على موقع [email protected]، حيث قدما عبر تلك الدراسات نظرة شاملة حول أهم التطورات في مجال التعليم، كما قاما بتسليط الضوء على أهم الدراسات التعليمية لعام 2023، والتي تغطي مجموعة من المواضيع بدءًا من قدرات الذكاء الاصطناعي وحتى علم أعصاب تزامن الدماغ. آملين أن يجد فيها القراء المتخصصون وغير المتخصصين النفع والفائدة. ونستكمل اليوم حديثنا عن دراسة مهمة لفائدة العاملين في القطاع التعليمي للباحث جوزيف درولاك، عن أثر برامج التعلم الاجتماعي والعاطفي في تعزيز الأداء الأكاديمي؛ حيث وضع التعلم الاجتماعي والعاطفي على الخريطة بدراسته التي قام بها في عام 2011، والتي خلصت إلى أن برامج التعلم الاجتماعي والعاطفي تعزّز الأداء الأكاديمي بنسبة 11 نقطة في المائة، ثم عاد لمواصلة هذه الدراسة في عام 2023، حيث عمل مع فريق طموح جديد، في مهمة مماثلة، ليقول: «إنه شعور بالتكرار». وقد نشر الفريق مؤخرًا تحليلًا شاملاً للبيانات التي تم التوصل إليها، استعرض فيه 424 دراسة تشمل أكثر من نصف مليون طالب من مرحلة الروضة إلى المرحلة الثانوية، حيث قاموا بفحص برامج واستراتيجيات التعلم الاجتماعي والعاطفي في المدارس مثل الانتباه الذهني، والمهارات البينية، وإدارة الصف، والذكاء العاطفي. وخلص الباحثون إلى أن الطلاب الذين شاركوا في مثل هذه البرامج خاضعون لتحسين في «التحصيل الأكاديمي، وجو المدرسة، ووظائف المدرسة، والمهارات الاجتماعية العاطفية، والمواقف، والسلوكيات الاجتماعية الإيجابية والسلوك المدني.» وبشكل مثير للاهتمام، استمر التعلم الاجتماعي والعاطفي كمحرك قوي لثقافات أفضل ونتائج طلابية حتى في سنوات المدرسة الثانوية والمتوسطة، مع تذكيرنا بأنه لا يوجد حد زمني لبناء العلاقات، وتعليم التعاطف، وجعل المدارس مكانًا شاملاً ومرحبًا. وفي حين يستمر البعض في إثارة الجدل حول هذا الموضوع، فإن هناك دعمًا واسعًا للتعلم الاجتماعي والعاطفي، طالما كان مرتبطًا بتحسين النتائج الأكاديمية. ومن ثم فإننا نستطيع أن نلخّص استناداً إلى ما سبق، ومن خلال مراجعتنا لدراسات أخرى بأن برامج التعلم الاجتماعي والعاطفي تعتبر من الأدوات الفعّالة التي تسهم في تعزيز الأداء الأكاديمي والتطور الشخصي للطلاب. وبجانب هذه البرامج، يمكن أيضًا إضافة برامج تطوير مهارات الحياة والتوجيه النفسي للطلاب. إن هذه البرامج تسعى إلى تزويد الطلاب بمجموعة من المهارات والأدوات التي يمكنهم استخدامها للتعامل مع التحديات اليومية والتطور الشخصي. فعلى سبيل المثال، يمكن لبرنامج تطوير مهارات الحياة أن يركز على مهارات إدارة الوقت والتنظيم، والتواصل الفعّال، وحل المشكلات، وبناء الثقة بالنفس، وتعزيز الصحة النفسية. وبالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تكون برامج التوجيه النفسي مفيدة لتقديم الدعم الشخصي والمشورة للطلاب في مواجهة التحديات العاطفية والنفسية. ويمكن للمستشارين النفسيين أن يقدموا الدعم والإرشاد للطلاب في مواضيع مثل التوتر والقلق، والضغوط الدراسية، والعلاقات الشخصية، والتطور المهني. وبهذه الطرق، يمكن توسيع نطاق البرامج المدرسية لتشمل التعلم الاجتماعي والعاطفي، بالإضافة إلى برامج تطوير مهارات الحياة والتوجيه النفسي؛ مما يمكن أن يسهم في خلق بيئة تعليمية شاملة تهتم بالنواحي الأكاديمية والشخصية والعاطفية للطلاب.