12 سبتمبر 2025

تسجيل

«نظرية جديدة لتفسير أزمة الصحة العقلية للمراهقين»

02 يونيو 2024

نواصل في هذا المقال الثامن سلسلة مقالاتنا عن الدراسات التعليمية العشر التي تعتبر الأكثر أهمية في عام 2023 من بين مئات الدراسات التعليمية الحديثة والقيمة، والتي أوردها الكاتبان المتخصصان يوكي تيرادا وستيفان ميللر على موقع [email protected]، حيث قدما عبر تلك الدراسات نظرة شاملة حول أهم التطورات في مجال التعليم، كما قاما بتسليط الضوء على أهم الدراسات التعليمية لعام 2023، والتي تغطي مجموعة من المواضيع بدءًا من قدرات الذكاء الاصطناعي وحتى علم أعصاب تزامن الدماغ. آملين أن يجد فيها القراء المتخصصون وغير المتخصصين النفع والفائدة. ونستكمل اليوم حديثنا عن دراسة مهمة لفائدة العاملين في القطاع التعليمي عن نظرية جديدة حول أزمة الصحة العقلية للمراهقين؛ إذ يشعر الآباء والمعلمون والمهنيون الطبيون بالقلق إزاء الارتفاع المقلق الذي دام عقودًا في قضايا الصحة العقلية للمراهقين، بما في ذلك الاكتئاب ومشاعر «اليأس المستمر» وإدمان المخدرات، والتي لا تزال الأسباب الجذرية لها بعيدة المنال. ورغم أن الهواتف المحمولة ووسائل التواصل الاجتماعي هم المشتبه بهم الرئيسيون، إلا أن دراسة مستفيضة أجريت عام 2023 تقدم تفسيرًا آخر يكتسب زخمًا؛ فبعد البحث في الدراسات الاستقصائية ومجموعات البيانات والجوانب الثقافية، افترض الباحثون أن السبب الرئيسي هو «الانخفاض على مدى عقود من الزمن»، في الفرص المتاحة للأطفال والمراهقين للعب والتجول والمشاركة في أنشطة أخرى مستقلة عن الإشراف المباشر والتحكم من قبل البالغين. وتصور المراجعات العلمية للمقالات والكتب التاريخية وأعمدة النصائح حول تربية الأطفال زمنًا كان فيه الأطفال الصغار «يمشون أو يركبون الدراجة إلى المدرسة بمفردهم»، ويسهمون في «رفاهية أسرهم» و»حياة المجتمع» من خلال الأعمال المنزلية والوظائف الهادفة. وإذ كان كل هذا يبدو غامضًا، فإن البيانات التي تم جمعها على مدى الخمسين عامًا الماضية تكشف عن اعترافات صريحة من قبل الآباء بأن أطفالهم يلعبون في الهواء الطلق بشكل مستقل أقل مما كانوا يفعلون، مع انخفاض كبير في عدد الأطفال الذين يسيرون أو يركبون الدراجة أو الحافلة إلى المدرسة بمفردهم أو يُسمح لهم بعبور الطرق المزدحمة بأنفسهم. وفي الوقت نفسه، فإن اللعب المحفوف بالمخاطر والأنشطة الخارجية غير الخاضعة للرقابة، والتي قد «تحمي من تطور الرهاب» وتقلل من «القلق المستقبلي من خلال زيادة ثقة الشخص في قدرته على التعامل بفعالية مع حالات الطوارئ»، غالبًا ما تكون موضع استهجان. ومن خلال مراجعتنا لدراسات أخرى، يمكن أن يكون للنقص في فرص اللعب المستقل والاستقلالية آثاره النفسية العميقة على الأطفال والمراهقين؛ وإلى شعورهم بالملل والعزلة، وإضعاف ثقتهم بأنفسهم وخصوصيتهم، وزيادة خطر إصابتهم بمشاكل الصحة العقلية مثل الاكتئاب والقلق.