14 سبتمبر 2025
تسجيلنواصل في هذا المقال الحادي عشر، والأخير ضمن سلسلة مقالاتنا عن الدراسات التعليمية العشر التي تعتبر الأكثر أهمية في عام 2023 من بين مئات الدراسات التعليمية الحديثة والقيمة، والتي أوردها الكاتبان المتخصصان يوكي تيرادا وستيفان ميللر على موقع [email protected]، حيث قدما عبر تلك الدراسات نظرة شاملة حول أهم التطورات في مجال التعليم، كما قاما بتسليط الضوء على أهم الدراسات التعليمية لعام 2023. ونستكمل اليوم حديثنا عن دراسة مهمة لفائدة العاملين في القطاع التعليمي، عن فهم القراءة وضرورة التحرك تجاه «العثور على الفكرة الرئيسية»، إذ إنه من وقت طويل وتعليم فهم القراءة يتراوح بين النهج القائم على المهارات والنهج القائم على المعرفة، في حين استمرت برامج القراءة في التأكيد على المهارات القابلة للنقل مثل «العثور على الفكرة الرئيسية» أو «استخلاص الاستنتاجات». وقد نشرت المؤلفة ناتالي ويكسلر كتاب «الفجوة المعرفية»، والذي هاجمت فيه الطرق القائمة على المهارات، كما وافقت دراسة كبيرة في عام 2020 من معهد توماس بي. فوردهام على ذلك، مشيرة إلى أن «تعريض الأطفال لمحتوى غني في الدراسات الوطنية والتاريخ والقانون «يعلم القراءة بشكل أفضل من النهج القائم على المهارات». وأكدت ذلك أيضًا مجموعة من الدراسات الجديدة وعالية الجودة لباحثين رائدين، شملت أكثر من 5000 طالب في 39 مدرسة أنه قد حان الوقت لإتمام جهد دام لعقود لدفع المعرفة الأساسية إلى المقدمة في تعليم القراءة. وفي دراسة أخرى، قام فريق من الباحثين، بفحص تأثير برنامج «المعرفة الأساسية» على 2310 طالبًا في تسع مدارس فرعية بولاية كولورادو من الروضة إلى الصف السادس. وقد قام هذا النهج بتحسين درجات القراءة بنسبة 16 نقطة في المئة، حيث تم تنفيذه على مستوى وطني، وحسب توقعات الباحثين، فقد يرتقي ذلك بالطلاب الأمريكيين من المرتبة 15 إلى المرتبة 5 في اختبارات القراءة الدولية. ورغم هذا التحسن المتوقع، إلا أن الباحثين يحذرون من التجاوز: إذ يبدو أن هناك «عمليتين معرفيتين منفصلتين، تكملان بعضهما البعض في التطوير والتعلم: «بناء المهارات» و»تراكم المعرفة»، ووضحوا أنه من أجل تطوير قُراء ماهرين، فإننا نحتاج إلى كلتيهما. ختامًا، فقد حرصت في هذا المقال الأخير وما سبقه من مقالات أن نسلط الضوء على تطورات مهمة في مجال التعليم خلال عام 2023، وذلك عبر تقديم إحدى عشرة دراسة متنوعة تناولت إمكانيات الذكاء الاصطناعي، وعلم أعصاب تزامن الدماغ، وتوصلنا إلى أنه رغم تحديات ارتفاع مشكلات الصحة العقلية بين المراهقين وتهديد الذكاء الاصطناعي للسلوك الأكاديمي، إلا أن علماء الأعصاب نجحوا في فهم الدماغ البشري، وأكدت مراجعة للتعلم الاجتماعي والعاطفي أهمية بيئة مدرسية داعمة. وقد تطرقتُ كذلك إلى استراتيجيات فعالة في التعليم تشمل استخدام كتب الرياضيات المصورة وطرق مبتكرة لدمج الاختبارات والألعاب المعرفية في الفصل الدراسي، وإلى أهمية تكييف نظام التعليم مع التحديات المتغيرة والتركيز على رفاهية الطلاب كأولوية من قبل المدارس والمعلمين ومراكز البحث المتخصصة في هذا المجال. ولا يفوتني وأنا أختتم هذه المقالات أن أتوجه بالشكر إلى جريدة الشرق الغراء على إتاحة هذه الفرصة لي لإطلاع القراء الكرام على تلك الدراسات التربوية والتعليمية العالمية التي يمكن الاستفادة منها. وعلى الخير والعلم نلتقي دائمًا. مدير المركز العربي للتدريب التربوي لدول الخليج (AETCGS)