23 سبتمبر 2025
تسجيلالمحادثة مُتعة، وليست نقاشا! هي ما تتكلم به مع الآخرين خارج المؤتمر أو الحدث و ليس داخله! المحادثة فن، وليست علما يُشرح و يُفصّل، ليكون تحت الإجراء! ما يجعل المحادثة محادثة فعلية، هو كونها مُنسابة مثل الغدير أو الجدول لا يعرقلها حجر أو شجر!. والجميع يريد أن يتقن فن المحادثة، لم لا وهي تجعل من يتقنها سعيداً ومحبوباً وفائق الثقة؟ المحادثة ليست حول خطوات علمية مؤكدة، تفعلها حتى تُتقن فن المحادثة، ولكن هناك أمور تستطيع فعلها كي تصبح محادثتك ممتعة وتكون أنت متحدثاً بارعاً مع الآخرين. أولاً، استمع لمن يحادثك. قد تبدو هذه نصيحة بسيطة وبديهية، ولكن الكثير منا لا يفعل ذلك! الكثير منا لا يركز بل ولا يستمع لغيره عندما يتحدث، ويُركز بدلاً عن ذلك على ما سيقوله لهذا الشخص ما إن ينتهي الآخر من الحديث! ثانياً، راقب ردة فعل ونبرة ولغة جسد الشخص الذي تحادثه. هذه نصيحة مهمة لأنها قد تنتشلك من ورطة قد تقع فيها. فمثلاً قد تقول شيئاً تراه أنت عادياً، ويراه الشخص المستمع مُهيناً له أو لغيره. لو لاحظت لغة جسد الآخر أو تغير نبرة صوته معك، ستعرف بأنك أخطأت ويجب عليك تصحيح خطئك فوراً. كما أن مراقبتك لتصرفات الآخرين عندما يستمعون لك أو عندما يتحدثون معك، قد تُرسل لك رسالات لا توصلها لك كلمتهم المُقالة، كما يحدث عندما يتململ الشخص يميناً ويساراً وتدور عينه في الغرفة بعيداً عنك، على الأرجح أن هذا الشخص يجد المحادثة مملة ويريد أن يتملص منها!. ثالثاً، هناك طريقة يتناولها الكاتب باتريك كنج في كتابه (IMPROVE YOUR CONVERSATION)، لتحسين فن المحادثة لدى المرء، وهي الكوميديا الارتجالية improv comedy. والكوميديا الارتجالية هي عبارة عن صعود الممثلين الكوميديين على المسرح، دون سابق تحضير منهم، ومن ثم يقوم الجمهور أو أحد من الممثلين بإلقاء كلمة أو موقف مضحك على بقية الممثلين، ليقوم الممثلون بدورهم بالزيادة على الموقف المضحك، على نهج (YES AND..) وهذا النهج يقوم على فكرة إكمالك لتدفق أفكار من سبقك برشاقة وسلاسة! بمعنى أنه عندما يقول لك أحدهم "أنا أحب الأكل الإيطالي" لا تقل له: "أنا أيضاً!" بل زد على المحادثة، كأن تقول مثلاً: "أنا أيضاً، وخاصة البيتزا النابولية، وأنت ما طبقك الإيطالي المفضل؟". هكذا تُضيف إلى المحادثة ولا تقطع الطريق على من يحادثك!. وهناك العديد من الأمور التي تستطيع أن تفعلها وتقوم بها حتى تكون محادثتك سهلة، وكي يراك الناس متحدثاً رائعاً مع الآخرين، الكثير من هذه النصائح مذكور في كتاب الكاتبة ليل لوندز (كيف تتحدث إلى أي أحد)، ومنها، أن تبتسم دائماً، وأن تحافظ على نظرك على من يحادثك. لهذه الأمور الصغيرة أن تفعل العجائب!. وأهم شيء ألا تنسوا أن تكون المحادثة خفيفة وممتعة! وقد قال رسول الله ﷺ: (ألا أخبركم بمن يحرم على النار، أو بمن تحرم عليه النار؟ تحرم على كل قريب هين لين سهل). اضحكوا و امزحوا، ولا تخافوا من إظهار شخصيتكم الحقيقية لمن أمامكم في محادثاتكم، فالناس تُقدّر من يظهر على حقيقته أمامهم، وتراه حقيقياً وبالتالي صادقاً أكثر في حديثه! وهذا أكثر ما يجذب الناس.. الخفة واللين والصدق والأصالة!.