21 سبتمبر 2025
تسجيلتحظى قضايا التنمية المستدامة باهتمام دولة قطر وهو الأمر الذي جعلها تحتل المرتبة الأولى عربيا في دليل التنمية البشرية، لتثبت بالدليل دورها الإيجابي والريادي في دعم أمن واستقرار محيطها العربي والإقليمي. على أن النهج الذي تنطلق منه دولة قطر في تحقيق التنمية وطرحته في المنتدى العربي للتنمية المستدامة المنعقد في بيروت، يعتمد الحوار البناء لحل الأزمات وإنهاء الحروب في المنطقة فلا يمكن أن تنطلق أو تستمر تنمية في ظل الأزمات على نحو ما نشهده في اليمن الذي تمزقه الحرب بصورة تقضي على أي فرصة للتنمية. وإذا كانت الدول العربية عازمة على وضع خطط تنموية فعالة لتنفيذ خطة 2030 فمن المتعذر تحقيق حياة أفضل للمجتمعات العربية، التي عصف ببعضها، نتيجة توترات اجتماعية كبرى وصل بعضها إلى حد النزاع المسلح، وتفكيك مؤسسات الدولة وهياكلها، وتمزيق النسيج الاجتماعي لها، الأمر الذي يمثل تهديدا خطيرا لعملية التنمية بأسرها ووقف مساراتها. ودون وجود دعم سخي لبرامج التنمية سيكون من الصعب إحراز المأمول منها وهذا يتطلب مراجعة الدول لنفقاتها، خاصة الدول التي تؤجج الصراعات في المنطقة أملا في تحقيق نفوذ إقليمي لن يكتب له النجاح لقيامه على باطل وأطماع وهي الدائرة الضيقة التي وضعت دول الحصار نفسها فيه بتأجيجها الخلافات وإثارتها للأزمات وصب الزيت على النار بدلا من مساعدة الدول على تحقيق الاستقرار واحترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها.