14 سبتمبر 2025
تسجيلعندما وَعدَ رئيسُ النادي العربيِّ جمهورَ القلعةِ الحمراءِ بإحرازِ درعِ الدوري لسنة 2015م، كنا ننتظرُ حالةً من التخطيطِ السليمِ والرُّؤى الجديدةِ يقودانِ للوفاءِ بالوعدِ، لكنَّ الصدرَ العرباويَّ الـمُثْـخَـنَ باليأسِ والـمواجعِ كان على موعدٍ مع هروبٍ جديدٍ إلى الأمامِ، تتخطى به الإدارةُ واجباتِـها التي تُلزمُها بالعملِ الجادِّ لتخليقِ أوضاعٍ ومُعطياتٍ تُعيدُ النادي إلى مكانتِـهِ الحقيقية، التي كافحتْ أجيالٌ من العرباويين للوصول إليها منذ نصفِ قرنٍ.نتحدثُ، بألمٍ شديدٍ، عن التصريحاتِ الـمُسَـرَّبَـةِ التي أخذتْ شكلَ الشائعاتِ غيرِ الـمؤكَّـدةِ، مما يجعلُنا نتوقعُ بدايةَ تَصَدُّعاتٍ جديدةٍ في أسوارِ القلعةِ الحمراءَ، فالتصريحاتُ الـمنسوبةُ لرئيسِ مجلسِ الإدارةِ تُشيرُ إلى انهيارٍ ماليٍّ للعربيِّ، وكأننا نتحدثُ عن شركةٍ وليس عن نادٍ ذي وجودٍ تاريخي عريقٍ، وجماهيريٍّ ضخمٍ، وحضورٍ معنويٍّ كبيرٍ في مجتمعِـنا، ونَحارُ في توقيتِـها الذي يدلُّ على لا مبالاةٍ بنتائجِـها الكارثيةِ على أداءِ اللاعبينَ في كلِّ اللعباتِ، وليس في كرةِ القدمِ فحسب، وعلى تهاونِـها في إيقافِ النَّـزْفِ الشديدِ في الرصيدِ الجماهيريِّ. وكأنَّ الإدارةَ أدَّتْ دورَها على أكملِ وجهٍ حين اختصرتْ آمالَ العرباويين في تحقيقِ النادي الـمَرتبةَ الخامسةَ في الدوري، وليستْ عنده استحقاقاتٌ بحاجةٍ لإعدادٍ نفسيٍّ على أقلِّ تقديرٍ.التصريحاتُ بشأنِ إفلاسِ العربي لدرجةِ عجزهِ عن الوفاءِ برواتبِ الـمحترفين، أمرٌ مُـخْـزٍ بالفعلِ، ولا ندري ما نقولُ ونحنُ نشهدُ هذا الانهيارَ الـمعنويَّ الهائلَ، ولا نعرفُ بما ننصحُ ما دامَ أصحابُ الشأنِ في النادي هم أولُ الـمُتَـخَـلِّـينَ عن مسؤولياتِـهم. ولكننا سنتحدثُ بصراحةٍ مطلقةٍ فنقولُ إنَّ الناديَ العربيَّ لا يفتقرُ لأثرياءَ من أبنائِـهِ يستطيعون التبرعَ له وانتشالَـهُ من الـهُـوَّةِ التي أوقعَـتْـهُ إداراتُه فيها. والسؤالُ الذي يُحَـيِّـرُ الكثيرينَ هو أينَ هؤلاء من ناديهم؟، ولِـم لا نسمعُ حتى مجرد شائعاتٍ عن قيامِـهم، وهم من الشخصياتِ الـمعروفةِ، بالدعوةِ لاجتماعٍ يبحثون فيه وَضْـعَ خطةٍ لإنقاذِهِ؟، أمْ إنَّ الانتماءَ له لا يعدوَ كونَـهُ نفسياً دون استعدادٍ لبذلِ ما يستطيعونَ من أجله؟، أم لعلَّهم ينتظرونَ أنْ تتداعى الجماهيرُ للتبرعِ، وهي مستعدةٌ لذلك بكلِّ أريحيةٍ، لأنَّ انتماءَها وحبَّـها للقلعةِ الحمراء أمرٌ محسومٌ ولا نقاشَ فيه، رغم أيَّـةِ عثراتٍ تعترضُ مسيرتَها.ولننظرْ إلى الأمرِ من زاويةٍ أخرى تُبَـيِّـنُ عدم كفاءةِ الإدارةِ، وتتصلُ بالـمُموِّلينَ الكبار، الذين نعرفُهم بالاسم، ممن نأَوا بأنفسِـهِـم عن النادي، بسببِ عدمِ التقديرِ لهم من قِـبَـلِ الإدارةِ أولاً، ثم نتيجةً للخطِّ البيانيِّ الـمستمرِ هبوطاً في مسيرة النادي. فهل من ردٍّ لدى الإدارة؟ أم ستلجأُ كعادتِـها للحديثِ عن الدورِ السلبيِّ للجميعِ، وتستثني نفسَـها من أيِّ لَـوْمٍ؟.كلمةٌ أخيرةٌ:العربي، ليس منشآتٍ وفِـرَقاً فحسب، وإنما لَـهُ ـ ككثيرٍ من أنديتِـنا الجماهيرية ـ وجودٌ معنويٌّ وحضورٌ مجتمعيٍّ، ولا يليق أنْ يكونَ وسيلةً للظهورِ الاجتماعيِّ، وعند ضعفِـهِ وتراجعِـهِ يصبحُ سبيلاً لظهورٍ من نوعٍ آخر، يُسَـبِّـبُ حالةً من القلقِ والتَّـشَـتُّتِ وانعدامِ الدورِ لكيانِـهِ وجمهورِهِ.