نجاح قطري جديد في دبلوماسية الوساطة

نجاح الوساطة التي قامت بها دولة قطر للافراج عن المعارض الرواندي بول روسيسباغينا المسجون في بلاده، واعلان السلطات الرواندية الرسمية عن تخفيف الحكم الصادر بحق روسيسباغينا، والافراج عنه بمرسوم رئاسي، تمهيدا لاستكمال إجراءات نقله إلى الدوحة قبل أن يتوجه في وقت لاحق إلى الولايات المتحدة، تؤكد من جديد الثقة الكبيرة التي تتمتع بها دولة قطر لدى مختلف الأطراف مما جعلها شريكا دوليا موثوقا في حل النزاعات بالطرق السلمية والدبلوماسية وتقريب وجهات النظر بين مختلف الأطراف. لقد جاء هذا النجاح ليضاف الى سجل دولة قطر الحافل بالانجازات التي لا تحصى في مجال دبلوماسية الوساطة، ويمكن الاشارة الى ابرز تلك النجاحات الدبلوماسية وعلى رأسها الوساطة التاريخية بين الولايات المتحدة وطالبان والتي انتهت باتفاق ادى الى انسحاب القوات الامريكية وقوات الناتو من افغانستان، وكذلك الأدوار البارزة التي لعبتها في الهدنة بين الفصائل الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي خلال الحروب التي شنتها اسرائيل على قطاع غزة في أعوام 2009 و2012 و2014 و2021، وانجاز اتفاق سلام دارفور في عام 2011 بعد مفاوضات استمرت عامين ونصف العام، وكذلك إطلاق إريتريا سراح الأسرى الجيبوتيين وفي إطلاق سراح رهائن في سوريا، واتفاق الدوحة الخاص بلبنان في عام 2008 والذي أنهى أزمة سياسية استمرت 18 شهرا وكادت تعصف بلبنان، والإفراج عن الممرضات البلغاريات في ليبيا، وغيرها من الوساطات الناجحة وآخرها اتفاق السلام التشادي. إن نجاح الوساطة القطرية في قضية المعارض الرواندي بول روسيسباغينا، تعكس الثقة المتبادلة والعلاقات الوثيقة بين دولة قطر وشركائها في رواندا والولايات المتحدة، حيث أكد المسؤولون في رواندا أنّ العلاقة الوثيقة بين رواندا وقطر كانت عاملاً رئيسياً في التوصل لحل هذه القضية.