17 سبتمبر 2025

تسجيل

المدن الخليجية وتقرير جودة المعيشة 

25 مارس 2018

تحسن مستمر لترتيب سلطنة عمان  تقرير جودة المعيشة في نسخته رقم 20 للعام 2018 والذي صدر قبل أيام ومصدره شركة ميرسر يمنح درجات غير عادلة للمدن الرئيسية في مجلس التعاون الخليجي.   أمر غير مستغرب تنوع أداء المدن الخليجية على مؤشر جودة المعيشة لعام 2018 لكن بعض النتائج غير منصفة.   فقد حلت مسقط في المرتبة 105 قبل العاصمة البرازيلية بعد تحسن ترتيبها مرة واحدة ما يترجم إلى حصول تحسن مستمر لترتيب العاصمة العمانية. بدورها، حصلت الدوحة على المرتبة 110 ما يعني تأخرها مرتبتين لكن متقدمة على عاصمتي تونس والمغرب فضلا عن عشرات المدن الأخرى.   من جهة أخرى، حافظت العاصمة الكويتية على ترتيبها العام أي المرتبة 126 دوليا وحلت قبل مدينة الدار البيضاء.  بدورها، خسرت المنامة مركزين على المؤشر ما يعني تراجع ترتيبها إلى المرتبة 136 عالميا لكن متقدمة على العاصمة الفلبينية مانيلا.  كذلك، تحسن ترتيب كل من الرياض وجدة مرتبة واحدة وصولا إلى 165 و 168 على التوالي.   تتميز الدراسة باعتمادها على نحو 40 متغيرا مجمعة في 10 فئات عبر التأمل في تأثير العوامل المستخدمة بالنسبة لمعيشة المغتربين أو العمالة الوافدة على النحو التالي: البيئة السياسية والاجتماعية مثل الاستقرار السياسي والجريمة وتطبيق القانون؛  البيئة الاقتصادية من قبيل أنظمة صرف العملات والخدمات المصرفية؛ والبيئة الاجتماعية والثقافية مثل الرقابة والقيود على الحريات الشخصية؛ والصحة لا سيما الوصول إلى الخدمات الطبية إلى جانب جودة الهواء والتلوث؛ ويضاف لذلك التعليم مثل توافر المدارس الدولية؛ والخدمات العامة والنقل من حيث استدامة الكهرباء والمياه، فضلا عن الازدحام المروري ؛ والترفيه مثل الرياضة وتوافر أدوار السينما والمسارح؛ والسلع الاستهلاكية وخاصة وجود المواد الاستهلاكية اليومية؛ والسكن من حيث توافر خيارات استئجار المساكن، والأجهزة المنزلية وخدمات الصيانة؛ والبيئة الطبيعية وخاصة الكوارث. تستحق مدن مجلس التعاون الخليجي ترتيب أفضل عبر تميزها وفقا للمعايير الدولية، إذ تعد موطنا ثانيا لملايين المواطنين من دول مختلفة وخصوصا لمواطني جنوب وجنوب شرق آسيا.  تحظى المدن الخليجية بشعبية في أوساط العمالة المغتربة، إذ تشكل العمالة الوافدة أكثرية القوى العاملة في جميع دول مجلس التعاون وغالبية السكان في المنظومة الخليجية باستثناء السعودية وعمان.   اللافت بأنه ليس لزاما على المقيمين الأجانب تعلم اللغة العربية لتسيير أمورهم المعيشية. مؤكدا، تشكل معرفة اللغة العربية إضافة.  اللغة الانجليزية دارجة في المنظومة الخليجية وخصوصا في أوساط الشباب والذين بدورهم يشكلون أكثرية السكان.  تعتبر اللغة الانجليزية هي اللغة الثانية لغالبية الناس في العالم بغض النظر عن اللغة الأم. تساهم البنية التحتية، وعلى الخصوص في بعض القطاعات مثل: الطيران، في تعزيز المكانة العالمية لمدن مجلس التعاون الخليجي.  حديثا، تم افتتاح مطار مسقط الدولي الجديد ما يشكل إضافة لنوعية المعيشة في السلطنة.  كما أن العمل جار لتطوير مبان جديدة لمطاري الكويت والبحرين.  وفي هذا الصدد، كشفت وسائل الإعلام عن وجود نية لمنح إدارة المبنى الجديد في مطار الكويت لشركة خاصة بغية تقديم أفضل الخدمات بالمعايير العالمية. المأمول من القائمين على تقرير جودة المعيشة منح مدن مجلس التعاون نتائج أفضل وأكثر واقعية أسوة بالمناطق العالمية الأخرى.