11 سبتمبر 2025

تسجيل

كلمات الشكر بسيطة، أنيقة، وساحرة جداً

25 مارس 2016

كل ما نقوم بفعله في حياتنا يكون تلبية لنداء (ما) لا نستطيع التهرب منه، وإلا لتجنبناه ولتوجهنا نحو أشياء أخرى؛ كي نلتفت إليها وننشغل بها بعيداً عن ذاك النداء الذي ينبعث ويحتاج لمن يلبيه وعلى الفور، مما يعني أننا وإن سمعنا ذاك النداء، فإنه من الواجب أن نُلبيه، وبما أن الأمور تسير على هذا النحو، أي أننا سنُقدم على فعل كل ما يجدر بنا فعله، فلا شك أن عطاءنا سيتفاوت في كل مرة بحسب ما ستمليه عليه ظروفنا، التي تتحكم بنا وإلى حد ما، فيكون منا ما سيُقدر له بأن يكون، وفي كل الأحوال، فإن العطاء الذي سيُنسب إلينا يستحق بأن يكون الأفضل؛ كي نفتخر به حتى وإن كان بسيطاً ومتواضعاً، ويبقى السؤال كيف يمكننا الالتزام بتقديم الأفضل على الرغم من أن الظروف ستتحكم بنا وإلى حد ما؟ إن الالتزام بجودة العطاء يعتمد وفي معظم حالاته على ما نحصده في المقابل، وفي حقيقة الأمر فإن مؤشر الحديث في هذا الموضع لا يميل نحو العائد المادي بتاتاً، ولكن نحو كل اللفتات الإنسانية الراقية التي تُعبر عن الشكر وبأشكال مختلفة جداً، أبسطها النطق بكلمات تُعبر عن الشكر الصريح وبكل صدق؛ لأن مجرد النطق بها لهو كل ما يتطلبه الأمر؛ كي يُعبر المرء عن صادق امتنانه، فهو ما يعني الكثير بالنسبة للكثير من الأفراد وذلك؛ لأن كلمات الشكر وحين تخرج من القلب وتكون ممزوجة بشيء من الاحترام والحب تسحر من أمامنا، وتمتص كل ما به من أوجاع سبق له وأن واجهها وتعرض لها في سبيل تقديم تلك الخدمة لنا، وعلى من يقول بأن من الأعمال ما لا يُكلف على صاحبه أي شيء؛ لذا لا يتوجب علينا معرفة كل فصول الرواية، فيكفي بأن نُوجهه لهذه الحقيقة، وهي: أن الخدمة التي يقوم بها غيرك من أجلك تلبية لنداء ما لك من حقوق، إن قابلتها بشيء من التقليل، فلا شك أنه ما ستواجه أنت أيضاً يوماً ما، وستدرك حينها معنى ما سبق لك وأن اقترفته، فهل هذا ما تسعى إلى الحصول عليه؟ لا شك أنك وإن فكرت وبشكل جيد، فستدرك أننا نعيش وسط دائرة تقوم على الأخذ والعطاء، وعلى حقيقة أن ما يخرج منك سيعود إليك؛ لذا فكر بكل من قد سبق له وأن تقدم لك بخدمة (ما) في يوم من الأيام، وحاول تخصيص دقيقة واحدة من وقتك؛ كي تتوجه له بالشكر، الذي سيعني له الكثير، وإما أن ينهض به متى أوقعه عدم اهتمامك من قبل، وإما أن يكون له كدفعة قوية؛ لتقديم المزيد مع روح معنوية عالية، ويكفي بأن تُشارك بغرس فرحة كتلك في النفوس لكل من هم حولك. هناك الكثير من الأشخاص ممن يحيطون بنا، منهم من نعيش معهم، ومنهم من نعيش من أجلهم، ومنهم من نعيش من خلالهم، وفي كل الأحوال تنشأ علاقة تربطنا بهم لا يجدر بنا تجاهلها؛ لأنها ضمان استمرارية حياتنا على خير وجه، وسلكها للمسار الصحيح، الذي يفرض علينا المحافظة على تلك العلاقات بكثير من الاحترام، الذي يمكننا بثه من خلال تقديم الشكر في حينه. إن ما نسعى إليه من خلال صفحة الزاوية الثالثة هو إحداث التغيير المطلوب؛ لإصلاح المجتمع بما فيه من أفراد، لن يتم تغييرهم وتحسين أوضاعهم ما لم يبدأ التغيير ويكون من الداخل، حيث الأساس الذي يستحق اهتمامنا به؛ كي يمتد أثره إلى الخارج وينتقل من الفرد إلى الجماعة، فنكون بذلك قد حققنا غايتنا، وبما أن موضوعنا في هذا اليوم عن الشكر وأثره الذي ومن الممكن بأن يزيد من تدفق عطائنا، فلا شك أنه ما سنتشارك به معاً؛ في سبيل تحقيق تلك الغاية، وعليه إليكم ما هو لكم. من همسات الزاويةأحياناً يكون تقدمك بالشكر هو العطاء بحد ذاته، غير أنك لا تجد وفي المقابل من يُبارك ما تتقدم به، أو يبادلك بما تستحقه منه، فتشعر ومع مرور الوقت أن ما تفعله لا يعود عليك بشيء يُذكر، ولكن الحقيقة ليست هناك بتاتاً، بل هنا حيث هذه الكلمات: ما تفعله يُعبر عنك؛ لذا لا تُخفي حقيقتك عن الآخر، حتى وإن لم يُظهر لك اهتمامه بما تفعله؛ لأن ما تفعله هو لك أنت في المقام الأول والأخير، وعليه لا تبخل على نفسك.