27 أكتوبر 2025

تسجيل

الملحق الثقافي

25 مارس 2015

كان خبراً محزناً، ولكن في تكملة الخبر عزاء، هذا ما قرأناه صبيحة الأحد عن توقف الشرق الثقافي عن الصدور، فعلى مدى سبعين أسبوعاً تقريباً كنّا ننتظر الأحد، لنتصفح مع ساعات الصباح الأولى مطبوعة الشرق الجديدة "الشرق الثقافي" المولود الذي شاركنا في صناعته، وانتشاره مع أسرة تحرير القسم الثقافي في الجريدة، حيث شهدت الشرق أكثر من نقلة نوعية في الفترة الأخيرة، تمثلت في الشرق الثقافي والذي يصدر بمطبوعة مستقلة يوم الأحد، وثقافي الشرق الذي يلمّ بالمشهد المحلّي كلّ ثلاثاء وقد حقّق تفوقاً واضحاً، منذ انطلاقته. يمكن القول إنّ الشرق وضعت شقيقاتها الأخريات أمام تحدّ جديد، حيث بدأت ملاحق أخرى بالصدور، سيكون المثقف المواطن والمقيم هو الرابح في هذا الرهان، فمع السنوات الأخيرة شهدت البلاد عودة مجلة الدوحة إلى الصدور، وصدور جريدة رابعة هي العرب، وصدور جريدة أخرى تطبع من الدوحة ولندن هي "العربي الجديد" بملحقيها الثقافي والكتاب، إضافة إلى الملاحق الجديدة، ومجلة الضاد للأطفال التي تصدر عن كتارا.ولكن حكاية الملحق الثقافي مختلفة، بانطلاقته الواعدة، واختفائه المدهش الذي أحزن أحباءه نظراً للأثر الطيب الذي تركه في نفوس الأدباء والمثقفين الذين كتب أغلبهم فيه، وكان لي شرف العمل في البدايات مع الصديق عبدالله الحامدي لبعض الوقت، وقد شهدت شخصياً التعب الصحفي غير المحدود بوقت، والسهر حتى وقت متأخر في انتظار (البروفة) وتبيّن لي أنّ مهنة المتاعب هي مهنة الصحافة بكلّ تأكيد.وفي المقابل فإن ما يخفف علينا فراق الملحق، أنه سيتحوّل إلى مجلة شهرية ثقافية، تضعنا أمام التحدّي ذاته، فليس أثمن من النجاح، وليس أقوى من البقاء في القمّة، فقد اختارت الشرق أن تكمل مسيرة التحدي في قطوفها الجديد المنتَظر "أعناب"، الوليد الذي نترجّى فيه أن يضيف إلى المجلات الأدبية العربية، وهذا هو الأمل في فريق الشرق الثقافي، فالح العجلان وصالح غريب وعبدالله الحامدي وطه عبدالرحمن ومحمود سليمان وهاجر بوغانمي وسمية تيشة، الأصدقاء الذين عملت معهم منذ أكثر من عشر سنوات، والذين تجمعهم المحبة والألفة، وبها استطاعوا الاستمرار والتألق في السنوات الأخيرة.