10 سبتمبر 2025
تسجيلعانينا طويلا من الاستكبار الغربي الذي يتجلي في الدروس التي يلقيها علينا حول الانسانية والحضارة والتقدم، واتهامنا بالتخلف والعنف والارهاب.. لكن العدوان الاسرائيلي على غزة يكشف الحقائق ؛ التي تفرض على الشعوب أن تفكر في بناء المستقبل على أساس التحرر من الخرافات العنصرية الغربية. والغرب يحرك الكثير من أنصاف الجهلاء في عالمنا العربي ؛ الذين يحذرون من المخاطر التي يمثلها الاسلاميون على الحضارة، ويربطون بين الاسلام والارهاب، وكانت نتيجة تلك الحملات الدعائية تضليل الجماهير العربية، وتزييف وعيها، وتخويفها من الحرية ؛ التي يدعون كذبا أنها تؤدي إلى افتقاد الأمن.. لذلك يجب الخضوع لنظم عسكرية ديكتاتورية ؛ حتى لا يتحول الشعب إلى لاجئين يعيشون في الخيام مثل سوريا والعراق. الآن يجب علي المثقفين الأحرار في العالم العربي أن يقوموا بدورهم في توعية الأمة، وكشف عملية الخداع والتضليل التي تعرضت لها ؛ فالعدوان الاسرائيلي على غزة يوضح تأييد أمريكا وأوروبا للجرائم ضد الانسانية؛ التي يرتكبها جيش الاحتلال الاسرائيلي، والعالم كله يشاهد كيف يتعرض شعب فلسطين للإبادة والمذابح والتهجير القسري والتجويع، ويتم قتل الآلاف من الأطفال والنساء، وتدمير العمران باستخدام مئات الآلاف من أطنان المتفجرات. لذلك من لا يقف بشجاعة ويدين الجرائم الاسرائيلية ويدافع عن شعب فلسطين يجب أن يشعر بالعار والخزي، ولا يحدثنا عن الانسانية ؛ فقد قطع صلته بها يوم أن صمت، ولم يمتلك الشجاعة ليرفض ابادة شعب فلسطين ؛ فما بالك بمن أيد دولة الاحتلال الاسرائيلي وساندها وشارك في امدادها بالسلاح الذي استخدمته في ارتكاب جريمتها.ليس من حق أحد أن يحدثنا بعد اليوم عن الضمير الانساني، إن لم يعلن بوضوح تأييده لشعب فلسطين في كفاحه لتحرير أرضه، ومساندته للمقاومة التي تدافع عن الحق والعدل والحرية، ويعلن بكل وضوح رفضه للاحتلال الاسرائيلي، والجرائم التي يرتكبها. وليس من حق أحد أن يحدثنا عن احترام القانون الدولي وهو يستخدم الفيتو ليمنع مجلس الأمن من اصدار قرار بوقف اطلاق النار في غزة ؛ ليتيح لجيش الاحتلال الاستمرار في ارتكاب جرائمه. لقد تخلت أوروبا عن الانسانية يوم أن مكنت العصابات الصهيونية من احتلال فلسطين، واغتصاب أراضي الفلسطينيين وبيوتهم، وهي توضح اليوم بتأييدها للعدوان الاسرائيلي على غزة أنها فقدت الانسانية ؛ لذلك يجب أن يكف المتغربون عنا شرهم، فنحن لا نريد الاستماع إلى محاضراتهم عن مشروع التنوير الأوروبي، وكل ما أنتجه من ثقافة هدفها تبرير الاستعمار واخضاع الشعوب. ها هي الحقيقة واضحة ؛ فجيش الاحتلال الاسرائيلي يرتكب جريمة ابادة عنصرية وتهجير عرقي، والدول الأوروبية تؤيده وتمده بالأسلحة، ووسائل الاعلام الأوربية ترفض نشر صور الجريمة حتى لا تكتشف الشعوب أن أوروبا فقدت الانسانية. أما أمريكا فقد تخلت عن حرية الرأي والاعلام والتفكير والحرية الأكاديمية من أجل اسرائيل، وهي تشارك في ارتكاب الجرائم ضد الانسانية، ولم يعد من حق المتأمركين العرب أن يصوروها لنا كمرجعية في الديموقراطية والتقدم. يتضح الآن أمام الشعوب أن أمريكا فقدت الانسانية، وقيدت الأمم المتحدة، ودمرت دورها في تحقيق السلام ؛عندما منعت مجلس الأمن من اصدار قرار بوقف اطلاق النار.على ضوء تلك الحقائق يجب أن تبدأ امتنا مرحلة جديدة في كفاحها من أجل بناء مستقبلها بالتحرر من الاستعمار الثقافي وعملائه الذين يروجون للخرافات الغربية، فالذي يمثل الانسانية هي الأمة الاسلامية، وهي وحدها التي تدافع عن الحق والعدل والأخلاق، وتتعامل مع كل الشعوب بقيم الرحمة والمحافظة على حياة الانسان وكرامته. أما المقاومة الاسلامية في فلسطين فهي أنبل حركة تحرر وطني تعبر عن حلم شعب بالعودة إلى دياره التي اغتصبتها العصابات الصهيونية.. إنها تقاتل من أجل الحرية والتحرير، ومن يمتلك ضميرا انسانيا يجب أن يبرهن على ذلك بتأييد الحق الذي تمثله المقاومة، وأن يدافع عن العدل، ويرفض بكل شجاعة الجرائم التي يرتكبها جيش الاحتلال الاسرائيلي. وليس من حق أحد أن يعطينا دروسا في الانسانية والحضارة ؛ فقد بدأ عصر جديد تكتشف فيه الشعوب الحقائق وتثور ضد التضليل الغربي ؛ لتنتزع حقوقها في الحرية والعدل، وتحرر إرادتها وأرضها.