11 سبتمبر 2025

تسجيل

واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام

25 فبراير 2024

الأمر بتقوى الله متفهم ومعهود تكراره في القرآن، لكن الأمر بتقوى الأرحام تعبير عجيب! لا تملك إيفاء شرحه وإن كنت تستشعر ظلاله في كل أفيائه! اتقوا الأرحام أي توقوا أن تؤذوها، أن تجرحوها، أن تغضبوها لما لها عند الله من مكانة. أخرج الشيخان عن أبي هريرة قال ﷺ: (إن الله –تعالى- خلق الخلق حتى إذا فرغ منهم قامت الرحم فقالت: هذا مقام العائذ بك من القطيعة، قال: نعم، أما ترضين أن أصل من وصلك، وأقطع من قطعك. قالت: بلى. قال: فذلك لك، ثم قال رسول الله ﷺ: اقرءوا إن شئتم: فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ ) وفي صحيح الجامع من رواية الطبراني عن أبي بكرة مرفوعاً قال: (ما من ذنب أجدر أن يعجل الله تعالى لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدخره له في الآخرة من قطيعة الرحم والخيانة والكذب) وهذا الزجر وحده كاف في أن يصل المرء ما انقطع حسبة لله وخوفا من عقابه، فالصلة ليست معاوضة وإنما حقيقة الصلة أن تصل المقطوع، قال ﷺ: (ليس الواصل بالمُكَافِئِ، ولكنَّ الواصل الذي إذا قَطعت رحِمه وصَلَها) ويقولﷺ: ( أفضل الصدقة؛ الصدقة على ذي الرحم الكاشح) والكاشح هو الذي يضمر العداوة، ومع ذلك يتصدق عليه ويصله؛ فكان حليا أن يأخذ الأجر مرتين قال ﷺ: (إنَّ الصَّدقة على المسكين صدقةٌ، وعلى ذي الرَّحم اثنتان: صدَقةٌ وصِلةٌ). فيا سعد من وفقه الله لصلة أرحامه، ويا فوزه بعطايا الله ومنها: 1- مغفرة الذنوب ففي الحديث: (أنَّ رجلًا أتَى النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ فقالَ: يا رسولَ اللَّهِ، إنِّي أصَبتُ ذنبًا عظيمًا فَهَل لي مِن تَوبةٍ؟ قالَ هل لَكَ مِن أمٍّ؟ قالَ: لا، قالَ: هل لَكَ من خالةٍ؟ قالَ: نعَم، قالَ: فبِرَّها). 2- تحصيل البركة في المال والعمر قال -صلى الله عليه وسلم- (مَن سَرَّهُ أنْ يُبْسَطَ له في رِزْقِهِ، أوْ يُنْسَأَ له في أثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ). 3- الوقاية من ميتة السوء فعن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (مَن سرَّه أنْ.....يُدفَعَ عنه مِيتةُ السُّوءِ، فلْيَتَّقِ اللهَ ولْيَصِلْ رَحِمَه). 4- الفوز برضوان الله فعن أبي أيوب -رضي الله عنه- أن أعرابياً عرض لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو في أحد أسفاره، فسأله عن عملٍ يُقربه من الجنة، ويُباعده عن النار، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (تعبدُ اللهَ ولا تشركُ به شيئًا، وتقيمُ الصلاةَ، وتُؤتي الزكاةَ، وتَصِلُ الرَّحمَ). 5- وصل الله عز وجل للواصل، قال ﷺ: (الرَّحمُ معلَّقةٌ بالعرش تقولُ: مَن وصلني وصله اللهُ، ومَن قطعني قطعه اللهُ). فالله الله في الأرحام خاصة في هذا الشهر الذي فيه ترفع الأعمال إلى الله تعالى.