تسوية المنازعات بالوسائل السلمية

تنامت موجة القلق العالمي، بعد إطلاق روسيا عمليتها العسكرية ضد أوكرانيا، التي وصفت بأنها أكبر هجوم من دولة على أخرى في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، بعد أن أثارت تداعياتها الفورية مخاوف دولية واسعة سواء بسبب انعكاساتها السياسية أو الأمنية أو الإنسانية أو الاقتصادية وما تشكله من تهديد خطير للأمن والسلم الدوليين. وباندلاع هذه الحرب، تكون أسوأ مخاوف العالم قد تحققت، حيث بدأت تداعيات الحرب الانسانية الأنباء عن سقوط ضحايا مدنيين أو فرار السكان الآمنين من المدن والبلدات الأوكرانية بحثا عن الأمن، وكذلك الهزة التي بدأ يتعرض لها الاقتصاد العالمي مع ارتفاع النفط والغاز وبوادر الاضطراب في إمدادات الطاقة العالمية والتأثير على أسواق المال والقلق من تأثر الإمدادات الغذائية العالمية، وغير ذلك من التداعيات. ومع هذه التطورات المتسارعة، جاء موقف دولة قطر واضحا، وهو الموقف الذي عبر عنه حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، خلال الاتصال الهاتفي الذي تلقاه، صباح أمس، من فخامة الرئيس فولوديمير زيلينسكي رئيس أوكرانيا، حيث دعا سموه جميع الأطراف إلى ضبط النفس وحل الخلاف عبر الحوار البناء والطرق الدبلوماسية وتسوية المنازعات الدولية بالوسائل السلمية، وعدم اتخاذ ما من شأنه أن يؤدي إلى مزيد من التصعيد. كما شدد سمو الأمير على ضرورة إبقاء الحالة الإنسانية للمدنيين كأولوية قصوى وضمان سلامتهم. إن موقف دولة قطر يظل ثابتا فيما يتعلق بحرصها على ميثاق الأمم المتحدة والمبادئ الراسخة للقانون الدولي، بما فيها الالتزامات بموجب الميثاق بتسوية المنازعات الدولية بالوسائل السلمية، والالتزام بسيادة واستقلال الدول وسلامتها الإقليمية.