22 سبتمبر 2025

تسجيل

قطر لا تنسى مواقف الأشقاء

25 فبراير 2019

يشهد التاريخ القديم والحديث أن قطر أبدا ما نسيت جميلاً أو وقفة حق شجاعة لشقيق يؤازرها ليدفع ظلماً عنها، ولا أنكرت يوماً دعماً من صديق ينتصر لرؤيتها، وتلك واحدة من سمات ومرتكزات الدبلوماسية القطرية سواء داخل البيت العربي أو على مستوى المجتمع الدولي. وهو ما جعلها تحظى باحترام قادة العالم وساسته، لما يشكله هذا ويعكسه من قيم النبل والوفاء التي كادت أن تتلاشى أمام مبادئ المصلحة ونظرية "المكيافيلية" في العلاقات الدولية. بالأمس عاشت قطر حدثاً يجسد تلك المعاني في واحدة من أبهى صورها ؛بعد المبادرة الأخوية الكريمة التي تفضل بها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، بإطلاق اسم صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة على مشروع "طريق المحور" الذي دشنه معالي الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية، بحضور الشيخ ناصر المحمد الأحمد الصباح، ممثل أمير الكويت. لا شك أنها مبادرة تعكس جانباً من الوفاء القطري الذي نسجته الشيم العربية الأصيلة التي تتحلى بها القيادة القطرية، وجاءت محملة بكثير من الدلالات والرمزيات، يسطع في مقدمتها أنها تعبير عن العلاقات الأخوية المتميزة بين الدوحة والكويت؛ وهي علاقات تستمد عمقها وقوتها من حرص قيادتي البلدين الشقيقين، على التحليق بها نحو فضاءات أكثر رحابة بما يعود بالنفع على الشعبين. لا تنسى قطر للكويت وأميرها مبادرتهم المسؤولة منذ تفجر أزمة الحصار، سعيا للم الشمل وطي صفحة الخلاف. كما تقدر قطر أميراً وحكومةً وشعباً للكويت الشقيقة أميراً وحكومةً وشعباً أيضا وقفتها الشجاعة وهي تنتصر للحق رافضة الترويج للباطل خلال الأزمة انطلاقا من مبادئ الشهامة العربية وروح النبل والفروسية التي يتحلى بها أميرها المحبوب، صاحب الأيادي البيضاء الممتدة بالخير لكل الشعوب. وتكتسب تلك المبادرة القطرية مزيداً من أهميتها لتزامنها مع احتفالات الكويت بعيدها الوطني، فجاءت هدية من قطر للكويت تحمل معها عبارة واحدة:(أهلنا في الكويت.. فرحتكم فرحتنا.. وقلوبنا معكم).