14 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); اللوحة لدى بدرية تجربة إنسانية تبدأ بمخاطبة الذات وترجمته بصورة بصرية حول توظيف الفن لخدمة الدين، وتقول (إن عين الفنان تتأمل وتتفاعل مع كل ما يحيط مما أبدعه الخالق) وما يهمها وما يعنيها هو إحساس صادق لكون واسع شاسع لا تحدها حدود!! ولم تكف عن طرح التساؤل: هل الكون مادي حسي؟ أم نحن مركز الوجود ولكل منا عالمه الخاص لتجربة تحمل في طياتها التراث ومفهوم الحداثة تترابط فيها الهندسة والجمال والإيمان؟ بدرية عضو الجمعية القطرية للفنون منذ 1984 وإحدى رائدات الفن، صقلت موهبتها في المرسم الحر وعمّقت تجربتها بجامعة قطر إذ تقول: "لقد كان والدي خليفة بن غانم الكبيسي يدفعني دائما لمزيد من الإجادة وكان السبب المباشر في مواصلتي لدراسة الفن، فشاركت في معرض ثنائي مع الراحلة وفاء الحمد 1985، وأصبحت بعد ذلك موجهة التربية البصرية". انطلقت بمشوارها بعدة أساليب أتاحت لها فرصة التجريب رسماً وتصويراً وحفراً طباعياً وخزفا وكاريكاتيراً، فكانت ظاهره مبكرة لفن المرأة فتخطت الصعاب، رغم كونها زوجة وأما إلا أنها مازالت مستمرة في العطاء ومن الذين يبدعون بصمت وبعيدا عن الفلاشات فتجاوزت كل الأضواء. رائدتنا مثلت قطر في بينالي دكا الخامس عشر وفي مهرجان دولي 2013 بتركيا وتوجت مشاركتها باقتناء في متحف قبرص. ففي تجربتها الأولى بدأت بأسلوب واقعي لرسم البورتريه، أما في معرضها الشخصي في العام 2011 والذي حمل عنوان "أهلة" لحكاية المساجد بقبابها ومآذنها وأهلتها بعد تنقيتها واختزالها لمفهوم الأصالة ومضمون المعاصرة، هنا بدأت بصمة تجربتها الثانية والتي تخلصت من القيود التقليدية واتجهت نحو التجريد ذي طابع إسلامي بإدخال الحرف للوصول إلى حلول ابتكارية وبدأت مفردتها من الإلهام الفكري بسحر الشرق وكنوز التراث المحلي لفنانة تجيد فن مخاطبة تنغيم مسطحاتها الشفافة والمعتمة وإدارتها بتجريد هندسي يحمل ذاتها الهادئة.أما التقينة فلجأت إلى ألوان الطيف الأساسية وثانوياتها لتشتق منها تدريج لوني مع رشقات اللون التركوازي والأبيض النوراني وكسر الرتابة فتطغى ألوانها الحارة على اللوحة فتهديها الباردة لتمنح للون كنها وقيمة لملمس خشن يوحي بالعمق، ومزج وسائط مختلفة من المعاجين و ألوان الأكريلك فانصهرت في قوالبها الطباعية لتتوالد وتتفكك وتتناثر؛ فأحيانا تميل أشكالها للتسطيح وأخرى للبروز البسيط لتحرك فضاء تشكيليا أدهش المشاهد لحركة خطوطها المستمرة ذات الحيوية العالية في التدفق والانطلاق والانحناء والتموج لتوصيل أسمى القيم بأسلوب مؤثر ويوفر المتعة للمتلقي لنقاء اللون فتتجلى أشكال متسامية لأشكال متعالية لفسيفساء الروح فتبعث بنا الإحساس بأصوات المآذن فتهزنا هزا لعالم الجمال في الكون.