18 سبتمبر 2025

تسجيل

وزارةُ الشبابِ.. الجانبُ الاجتماعيُّ لدورِها

25 فبراير 2015

هناكَ جانبٌ اجتماعيٌّ ينبغي للرياضةِ أنْ تلعبَ دوراً فيه، هو تأهيلُ الأحداثِ الجانحينَ وتهذيبُهم وتقويمُ سلوكِـهِـم، وإعدادُهُم للاندماجِ في الـمجتمعِ كأفرادٍ أسوياء.. وبالطبعِ، فإننا نتمنى أنْ تُسهمَ وزارةُ الشبابِ والرياضةِ بدورٍ فيه بعدما تَبَيَّنَ لنا مدى الجِـدِّيةِ والحِـرْفِيةِ الَّلتين تتميَّـزُ بهما في أداءِ مهامها في الـمجتمعِ.الحلقةُ الـمفقودةُ في سلسلةِ الجهودِ الكبيرةِ التي تبذلُها إدارةُ شرطةِ الأحداثِ بوزارةِ الداخليةِ، والـمؤسسةُ القطريةُ للحمايةِ والتأهيلِ الاجتماعيِّ، هي الحلقةُ الرياضيةُ، ونقصدُ بها، تحديداً، الدورَ الذي يؤديه الـمختصون في الرياضةِ كعلمٍ ذي ركائزَ بدنيةٍ وعقليةٍ ونفسيةٍ، وهم من الكفاءاتِ التي تزهو وزارةُ الشبابِ بها.. فنتمنى عليها توسيعَ نطاقِ نشاطاتِها لتصلَ إلى الأطفالِ الجانحين بحيث تَستثمرُ، في إسهاماتِها لتأهيلِـهِـم، خبراتِها التراكميةَ الـمُكْتَسَبَةَ من إشرافِها على العملِ الشبابيِّ الـمُستندِ إلى خططٍ وبرامجَ علميةٍ مُحْكَـمَـةٍ.ننطلقُ في الجانبِ العمليِّ الـمُتَّصلِ بتمنياتِنا، مِنْ تَطَـلُّعِ الطفلِ إلى القُدوةِ التي تُسهمُ في بنائِهِ النَّفسيِّ والخُلقيِّ، وتُؤثِّـرُ في سلوكِهِ، ونظراً لسِـنِّـهِ فإنَّه يتطلَّـعُ إلى اللاعبينَ الرياضيينَ كنماذجَ يُحْـتَذى بها.. ولذلك، يمكنُ أنْ يقومَ تنسيقٌ بين الوزارةِ واللجنةِ الأولـمبيةِ ومؤسسة أسباير بإشرافٍ من وزارة الداخلية لوَضْـعِ خِـططٍ وبرامجَ يشاركُ في تنفيذِها لاعبون ولاعباتٌ كجزءٍ من دورِهِـم الاجتماعيِّ، لأنَّ ذلك يجعلُ الأحداثَ الجانحينَ، من الجنسينِ، يَحْـتَكُّـونَ مباشرةً بأشخاصٍ لهم مكانةٌ نفسيةٌ كبيرةٌ عندهم، مما يجعلُهُم أشدَّ مَيلاً للاستجابةِ وتَبَـنِّي قِـيَمٍ أخلاقيةٍ قويمةٍ رفيعةٍ تساعدُ في تأهيلِـهم وإعدادِهِم للانخراطِ في الـمجتمعِ.في القانونِ القطريِّ، الحَـدَثُ هو مَنْ لم يتجاوزِ السادسةَ عشرَة، وهناك مشروعُ قانون برَفْـعِ السنِّ إلى الثامنةِ عشرَة، واستبدالِ لفظةِ الحَدَثِ بالطفلِ، مما يعني أننا نتعاملُ مع الشريحةِ العُمْـريةِ الأكبر في مجتمعِنا، أي أننا، بصورةٍ أخرى، نناقشُ مستقبلَ بلادِنا نفسِـهِ، ونبحثُ دورَ الرياضةِ فيه.. فهؤلاءِ الأطفالُ الجانحونَ لا ينبغي التَّعامُلَ معهم كمجرمينَ لا صلاحَ لهم، بل كنفوسٍ غَضَّـةٍ قابلةٍ للإصلاحِ والتأهيلِ، وبخاصةٍ أنَّ جرائمَـهُم لا تعدو، في معظمِها، مشاجراتٍ ينتجُ عنها أذًى بدنيٌّ متفاوتٌ في شِـدَّتِـهِ، أو سرقاتٍ ذاتِ طابعٍ جُرْميٍّ بدائيٍّ، وجُنحاً أخلاقيةً بنسبةٍ لا تتجاوز اثنين في الـمائةِ.من الجديرِ بالاهتمامِ والثَّناءِ، الجهودُ الكبيرةُ التي تبذلُها وزارةُ الداخليةِ بإداراتِها الـمختلفةِ، ومنها بخاصةٍ إدارةُ شرطةُ الأحداثِ التي تتخطى مهامُها الجانبَ العِقابيَّ إلى جوانبِ التأهيلِ النفسيِّ والخُلقيِّ، وهو أمرٌ يبعثُ الأملَ في نفوسِنا بتواصلٍ وتنسيقٍ معَ وزارةِ الشبابِ، بحيثُ تكونُ الرياضةُ رافعةً تُعينُها في تحقيقِ الأمنِ الاجتماعيِّ والحدِّ من جنوحِ الأطفالِ. كلمةٌ أخيرةٌ:عندما نتحدثُ عن دولةِ الـمؤسساتِ التي ننعمُ بالعيشِ فيها، فإننا لا نبالغُ بل نَصِـفُ حالةً مَدَنِـيَّـةً حضاريةً تُراعى فيها جميعُ الشؤونِ في بلادِنا من خلال مؤسساتٍ تشريعية وقضائيةٍ وتنفيذيةٍ لا تحتكم إلا للدستورِ والقانونِ.