19 سبتمبر 2025
تسجيلتكتسب الزيارة الرسمية التي يقوم بها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى للولايات المتحدة الأمريكية أهمية استثنائية؛ نظراً لتوقيتها وحجم التحديات والملفات التي تناقشها، ولكونها كذلك الزيارة الأولى التي يقوم بها سموه إلى الولايات المتحدة الأمريكية الحليف المميز والشريك الاستراتيجي لقطر، في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية. وقد عبر الرئيس الأمريكي باراك أوباما في ختام لقائه مع سمو الأمير أمس عن عمق هذه العلاقة بالقول إنها تقوم على "شراكة متينة" بين البلدين. لقاءات سمو الأمير في واشنطن عكست أهمية هذه الزيارة، وما سيترتب عليها من نتائج ستسهم في تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، خاصة التجارية والاقتصادية منها، وعلى المستوى السياسي كذلك، حيث ستعمق هذه الزيارة مستوى التشاور والتفاهم القائم بين قيادتي البلدين حول العديد من القضايا الساخنة والملتهبة في المنطقة، وفي مقدمتها الوضع الخطير في اليمن، والمأساة المستمرة في سوريا، والحالة المضطربة في العراق، هذا إلى جانب القضية الفلسطينية التي هي قضية صراع الحق أمام الباطل، كما عبر عن ذلك سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية وزيرالخارجية أمس في كلمة مسجلة أذيعت أمام المؤتمر العلمي الدولي الأول لكلية الرباط الجامعية بغزة، هذا إلى جانب أوضاع الديمقراطية وحقوق الإنسان في المنطقة.رسالة سمو الأمير المباشرة للرئيس أوباما كانت واضحة، كما جاء في المقال الذي كتبه سموه في صحيفة نيويورك تايمز، وهي العمل معاً للحيلولة دون انزلاق الشرق الأوسط إلى حافة الهاوية ومنعه من الانهيار. وأكد سموه أن قطر تظل ركيزة للاستقرار في بحر من الأمواج العاصفة والمتلاطمة، وإشار إلى انضمام قطرإلى التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد الإرهاب، مؤكداً أننا متحدون مع شركائنا في الخليج لمكافحة التطرف العنيف بكافة صوره وأشكاله.من هذا المنطلق، ومن هذه الرؤية تقوم الشراكة القطرية الأمريكية على أسس متينة من الالتزام والتفاهم من أجل الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة، وهو أمر مهم لنا في قطر من أجل أمننا العربي واستقرارنا الإقليمي، ومهم لأمريكا من أجل مصالحاها وشركائها في المنطقة.