11 سبتمبر 2025
تسجيلينتظر الناس شهور الشتاء ليستمتعوا بالأجواء الخريفية الجميلة بفارق الصبر، وما إن تبدأ هذه الأجواء الصحوة إلا ونسمع أخبارا مؤلمة تأتينا من أجمل وأمتع الأماكن الترفيهية السياحية (رمال سيلين)، وأحد فلذات أكبادنا قد راح ضحية التهور والطعس العشوائي في الكثبان الرملية. الموت قدر محتوم ومكتوب علينا والأعمار بيد الله ولكن من الخطأ عدم تدارك هذه الظاهرة رغم أنها تتكرر سنويا وفي وقت معين، وبلادنا تنعم بالخير والإمكانيات التي تتيح لها توفير الأدوات والمعينات للمساهمة في الحد من هذه الظاهرة، فهل قامت الجهات المعنية بالدولة بما يكفي لوقف سيل الدماء المهدورة لفلذات أكبادنا؟. جهات الدولة المعنية للحد من هذه الظاهرة لو قمنا بحصر الجهات الحكومية المعنية بالاهتمام للحد من هذه الظاهرة المميتة، نجدها تنحصر في كل من وزارة الداخلية وذلك بالعمل على احتواء فئة الشباب المتهورين في السواقة وتحويل طاقاتهم السلبية إلى طاقات إيجابية من خلال نشر التوعية وعدم الاكتفاء بتحرير المخالفات المرورية فقط، وسن التشريعات والقوانين واللوائح بمنع دخول السيارات إلى المناطق الخطرة منعا باتا ومصادرة السيارات للمخالفين وتشديد العقوبة لعدم التكرار، والجهة الثانية هي وزارة البلدية والتي تتمثل في تنظيم أماكن توزيع تأجير مركبات التطعيس المعدة خصيصا للاستعراض في منطقة سيلين وتحديد مساراتها الآمنة، والجهة الثالثة هي وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي ويتمثل دورها في نشر التوعية المرورية لقيادة المركبات بصورة آمنة وإدراجها كمادة أساسية في المنهج التعليمي خاصة للمراحل الثانوية، مع عمل تدريبات واختبارات ميدانية تحاكي الواقع من خلال تجمعات طلابية لعدد من المدارس يتم توقيته قبل بدء موسم الشتاء والتطعيس، والجهة الرابعة التي من المفترض أن تولي اهتماما بهذه الظاهرة هي وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية وذلك بنشر التوعية بخطورة هذه العادة من خلال خطب الجمعة وبقية البرامج الدينية التي تقوم بها الوزارة في المدارس وتكثيفها في موسم التخييم، والجهة الخامسة هي وزارة الثقافة، وذلك بعمل برامج تثقيفية في المناطق والأماكن الخاصة بمضامير التطعيس والمخيمات حسب القوانين والأنظمة لضمان سلامة مرتادي هذه المنطقة، والجهة السادسة والأخيرة هي المجلس الوطني للسياحة وذلك باستغلال موسم التخييم بعمل فعاليات ومهرجانات جذابة لجميع الفئات العمرية مع التركيز على فئة الشباب لإشغالهم بهذه البرامج بدلاً من اللجوء إلى ممارسة أعمال خطرة وغير قانونية تعرض أنفسهم إلى الخطر. مجهودات الجهات المعنية في العمل على الحد من الحوادث في سيلين كل الجهات المعنية لها دور مهم في نشر التوعية وعمل مضامير خاصة بالتطعيس لفئة الشباب ولكن الأمر في الأول والأخير يتوقف على مزاجية الشباب والتزامهم بالتعليمات ومدى توعية أولياء الأمور بتوعية أبنائهم أو منعهم من قيادة السيارات في هذا الوقت من العام والذهاب بها إلى منطقة الموت في سيلين، لذلك كان لابد أن تقوم هذه الجهات بالتوصية بإصدار قوانين بمنع دخول السيارات إلى هذه الأماكن وتسويرها بصورة آمنة مع توجيه الشباب إلى تفجير طاقاتهم في التطعيس في الأماكن التي خصصتها الدولة بالقرب من هذه الكثبان القاتلة، كما أن دراسة أسباب انتشار هذه الظاهرة من قبل الجهات المعنية بالدولة والجهات الأكاديمية والتعليمية يساهم بشكل كبير في الحد من هذه الظاهرة، وحصر أسباب انتشارها التي أرى أنها تنحصر في زيادة السرعة عند السواقة على الطعوس والتهور وعدم التركيز أثناء القيادة مع عدم الالتزام بشروط الأمن والسلامة وقيادة بعض الشباب غير المؤهلين للسياقة وعدم جاهزية السيارة المستخدمة في هذه الأماكن، كما أن هذه الطعوس لا توجد بها مسارات مخصصة للسير فيها، وأغلب الشباب الذين يفقدون أرواحهم أو يصابون إصابات بليغة تجدهم من الفئات الأقل من السن القانونية للقيادة. كسرة أخيرة قابلتني عبارة مؤثرة أطلقتها إحدى الأمهات في ردها على تغريدة قبل ثلاثة أيام أطلقها أحد المغردين وأرفق معها فيديو مؤلما يصور المآسي الصادمة للسيارات أثناء الحادث، وقالت هذه المرأة الفاضلة (رسالة للوالدين كفاكم دلالاً لأبنائكم فلذات أكبادكم بإعطائهم ما يريدون ولو كان ذلك على حساب أرواحهم أنتم مسؤولون ومحاسبون أمام الله عن حياتهم وأرواحهم عاقبوهم / علموهم معنى الحرمان ومعنى شكر النعمة بالفعل وليس بالقول)، ولا يخفى على الجميع أن ظاهرة الموت التي تتكرر سنويا في منطقة سيلين تتبعها آثار اجتماعية واقتصادية وصحية تتكبد الأسر المتضررة تبعاتها ومعاناة حياتية طويلة، والدولة بذلت الكثير من الجهود التي خففت نوعا ما من انتشار ظاهرة الموت في سيلين، لذا أناشد كل هذه الجهات والأسر والمجتمع المدني في العمل كفريق عمل واحد لوضع حد قاطع لهذه الحوادث المأساوية والخسائر في الأرواح والممتلكات الخاصة والعامة، وسلامتكم جميعاً.