10 سبتمبر 2025

تسجيل

سنوات الكورونا

25 يناير 2022

في ٢٠٢٠، توقف العالم.. حرفياً.. بسبب مرض كورونا (كوفيدـ١٩). أُغلقت المطاعم والمقاهي والمدارس. حطت الطائرات. خلت الشوارع من الناس والسيارات المتحركة. أُلغيت البطولات والمسابقات. عُلق تصوير الأفلام والمسلسلات. ازدحمت المستشفيات. مرض البعض وتوفي البعض الآخر. توقف الناس عن الحركة، وعُطلت الأعمال إلى درجة صدور تقارير بانخفاض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون واستعادة الطبيعة لبعض عافيتها!. ولم تكن سنة ٢٠٢١، مختلفة كثيراً عن سابقتها سوى في تقليل عدد الإغلاقات العامة في المدن وتوزيع لقاح كورونا. كانت الأيام سواء في ٢٠٢٠ وفي ٢٠٢١، هذا ما أكدت عليه أفلام نيتفلكس الساخرة (DEATH TO 2020) و(DEATH TO 2021). وما لا نستطيع الضحك عليه، هو تأثيرات هذه الأعوام علينا، ومنها نشر دراسة في (JOURNAL OF CLINICAL MEDICINE) بسبتمبر ٢٠٢١، تُفيد بتراجع كبير في عمل ذاكرة الانسان خلال جائحة كورونا. وكان السبب هو تشابه الأيام بالنسبة لنا خلال السنتين الماضيتين مما أضعف الذاكرة. وذاكرة الانسان وفق كتاب (خطايا الذاكرة السبع) للكاتب دانيال شاكتر، تحتاج إلى التفرقة بين الأيام كي تتم تقوية الذاكرة وتحفيزها. ها نحن وصلنا بأعجوبة إلى عام ٢٠٢٢. مما يدعونا إلى الرجوع إلى ما قبلها، كي نحرص على أن يكون هذا العام مختلفا عما سبقه. ويكون ذلك بفهم سنة ٢٠٢٠ أولاً. السنة التي خسر فيها البعض أناسا يبادلونهم الحب. وفقد فيها البعض عمله. وكان فيها من بدأ عملاً خاصاً به ونجح في ذلك. وكان فيها من اكتشف هوايات عجيبة، أو تعرف على أصدقاء جدد. سنة ٢٠٢٠، كانت سنة التعلم لنا جميعاً. أتت بعدها سنة ٢٠٢١، سنة التطبيق. حاولنا فيها أن نطبق ما تعلمناه خلال ٢٠٢٠، من ممارسة أعمالنا أو اهتماماتنا الحديثة، وحتى المحافظة على سلامتنا النفسية وعلاقاتنا الاجتماعية. فلتكن ٢٠٢٢ إذاً، سنة التخطي والتأقلم. فلنستمر في تطبيق ما تعلمناه في ٢٠٢٠، ولنحاول التأقلم مع العالم الجديد من حولنا، بكل أوضاعه وقوانينه الجديدة، وتغييراتنا الشخصية. فالعالم الآن يتجه إلى محاولة التأقلم مع مرض كورونا واعتباره كالانفلونزا الموسمية مع الحفاظ على أخذ الاحتياطات والإجراءات الاحترازية منه. انتهت سنة ٢٠٢٠ وسنة ٢٠٢١، وسينتهي عام ٢٠٢٢ دون أن نشعر. كل ما علينا فعله هو ألا نجعل ٢٠٢٢ عاماً مشابهاً لما سبقه، وأن نطبق ما تعلمناه خلال محنتنا العالمية، وأن نحاول تخطي ما عشناه والتكيّف في العام الجديد!.