21 سبتمبر 2025

تسجيل

رؤية قطر أمام منتدى دافوس

25 يناير 2018

لا شك أن أزمة الخليج الأخيرة وتداعياتها المؤسفة وما ترتب عليها من فرض الحصار الظالم وغير المبرر على قطر قد فضحت عوار منظومة مجلس التعاون الخليجي وأفقدته هيبته، كمنظمة إقليمية مسؤولة عن ترسيخ الاستقرار في الدول الأعضاء وحل الخلافات بينها داخل أروقته وتحت رايته، وأصابت المواطن الخليجي معها بحالة من اليأس وعدم الثقة في تلك المنظمة الإقليمية، بعد فشلها في التعامل مع الأزمة بمسؤولية أخلاقية وقومية، بل على العكس فُجع المراقبون وأبناء الخليج في صمت مجلس التعاون "المريب" عن تداعيات الأزمة؛ وهو صمت وجدوه يرقى إلى مستوى المشاركة في تلك الجريمة ودعم مؤامرة الحصار!. وهذا ما عبر عنه بصدق أمس سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني أمام منتدى دافوس الاقتصادي العالمي عندما قال "إننا نشعر بالأسف لكون مجلس التعاون أصبح منظمة غير فعالة بعدما كان في الماضي القريب مثالا للتماسك والأمل للعالم العربي". معرجا على حالة الانقسام والخلافات المتمددة في الشرق الأوسط خلال الشهورالأخيرة، مشددا على أن تلك الخلافات لن تحل أبدا في ساحات المعارك، وأن الجميع سيأتون في النهاية إلى طاولة التفاوض. وفي هذا السياق جاء تأكيد سعادته على أنه لا يوجد حل وسط عندما يتعلق الأمر بسيادة الدول معرباً عن استمرار دعوة قطر للحوار لحل الأزمة الخليجية. وهو نفس المبدأ الأصيل الذي رفعته الدوحة منذ بداية الأزمة رافضة أي مساس بسيادتها أو فرض الوصاية عليها. لم يغب أيضا ملف الإرهاب وغيره من قضايا المنطقة عن كلمة قطر أمام المنتدى، باعتبارها من أوائل الدول التي تصدت له ورفضته بكل أشكاله، منذ بروز تلك الظاهرة البغيضة التي تهدد السلم والأمن الدوليين، حيث انتهجت الدوحة نهجا رائدا في تعاملها مع تلك الظاهرة، تمثل في الدعوة إلى ضرورة اقتلاع أسبابه باعتبار أن العنف يجد في مناطق الاضطرابات السياسية والتفكك الاجتماعي والفقر بيئة خصبة للتمدد والتصاعد وتهديد تلك المجتمعات، الأمر الذي يحتم تطهير تلك البيئة بالقضاء على تلك المسببات وتهيئة الأجواء سياسيا وصحيا واجتماعيا جنبا إلى جنب مع عمليات ملاحقة هؤلاء الإرهابيين. باختصار يمكن القول إن كلمة قطر جاءت معبرة عن هموم وآلام المنطقة والعالم.