19 سبتمبر 2025

تسجيل

من يشتري أعراض الناس؟

25 يناير 2017

اللسان المتسلط موجود منذ فجر التاريخ،له آذان تحن إليه، وقلوب تتشوق له، في أسواق لا توصف إلا بالنخاسة الفكرية أو النجاسة السلوكية!العرب في جاهليتها كانت تعاقب من هذا حاله بشدِّ لسانه تأديبا، أو شرائه بالمعروف تهذيبا، وقد أيد الإسلام ذلك حين قال رسوله:"اقطعوا عني لسانه"أيأسكِتوه بالعطاء.وأضحى هذا سلوكا متبعا تلمحه في هجاء الحُطيئة للزبرقان بن بدر، والتي أفضت إلى سجن عمر له ثم أخرجه بعد أن توسل إليه ونهاه عن ذلك فقال: إذاًتموت عيالي جوعاً! فاشترى عمر — رضي الله عنه — منه أعراض المسلمين بثلاثة آلاف درهم.واليوم نتساءل بعد أن أصبحت أعراض المسلمين لا بل أعراض بعض علماء الأمة ودعاتها مائدة يستدعي لها أنصاف الرجال وأشباه المسلمين؛ أين من يشتريأعراضَ العلماء والدعاة والمسلمين اليوم من أقوام قد تخلفوا في كهوف القَعَدَة، وصرفوا وجوههم عن آلام الأمة وعيوب الذات إلى تتبع عورات الناس ولسان حالهم: هذا مغتسلٌ باردٌ وشراب!أين من يشتري أعراض الناس بأربع لا تختلف:النجاة من النار: قال صلى الله عليه وسلم (من رد عن عرض أخيه بالغيب رد الله عن وجهه النار يوم القيامة) الا من مكر الله: قال صلى الله عليه وسلم: " يا معشر من آمن بلسانه ولم يؤمن بقلبه،ألا لا تؤذوا المؤمنين ولا تعيبوهم ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من يتبع عورة أخيه المسلم يتبع الله عورته،ومن يتبع الله عورته فضحه في بيته " النجاة من عذاب الله قال الله: "إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ"ستر الله الدائم: " من ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة".