18 سبتمبر 2025

تسجيل

دوحة الخير وإنقاذ أفغانستان

25 يناير 2016

وسط تطورات وتداعيات إقليمية ودولية مهمة جاء بالأمس انطلاق الحوار الوطني الأفغاني في مدينة الدوحة على مدى يومين بين ممثلين عن حركة طالبان وبعض الشخصيات الأفغانية الفاعلة على الساحة السياسية وشخصيات من دول أخرى . حيث يسعى الحوار عبر نقاشات مفتوحة لبناء مناخ يشجع على المصالحة الأفغانية بين كافة الأطراف في أفغانستان.ولا شك أن استضافة الدوحة لهذا الحوار وإعدادها الجيد له؛ بما لها من قبول وثقة وتأثيرعلى كافة الأطراف الأفغانية؛ إنما يعكس حرص القيادة السياسية القطرية على إشاعة أجواء الثقة بين تلك القوى وصولا إلى ترسيخ الاستقرار في واحدة من أهم وأكبر الدول الإسلامية؛ كما يترجم التزامات الدوحة داخل محيطها وأسرتها الإسلامية الذي لا يقل عنه في محيطها العربى؛ وذلك من خلال تنظيم أخذها على عاتقها مسؤولية تقريب وجهات النظر بين جميع الأطراف الأفغانية حول كافة القضايا والموضوعات التي تحقق الأمن والسلام والاستقرار للشعب الأفغاني .أنظار العالم تتجه إلى الدوحة خلال هذه الساعات انطلاقا مما عرف عنها كوسيط نزيه فى حل الأزمات؛ أملا في التوصل إلى اتفاق بين أطراف الأزمة الأفغانية؛ يزف إلى العالم الإسلامي خاصة بشرى وقف الاقتتال؛ وإرساء قواعد السلام والاستقرار بين الأشقاء الأفغان؛ ولكي تتفرغ القيادة السياسية هناك للتنمية وإعادة بناء وطن طحنته الحروب والصراعات لعقود. وهي مسؤولية وطنية نحسب أنها تستوجب من المشاركين تغليب مصالح الوطن على الفئوية الضيقة التي دفع ثمنها فادحا المواطن الأفغاني. فلا شك أن إنقاذ أفغانستان من بين براثن أزمته الدموية تبقى في المقام الأول مسؤولية أبنائه.