14 سبتمبر 2025
تسجيلالتأثيرُ والـمَكانةُ تصنعُـهُما الدولُ والشعوبُ بالتواصُلِ مع الآخرين إنسانياً، ومونديالُ اليدِ مجالٌ واسعٌ استطعنا فيه تحقيقَ أهداف عِـدَّةٍ تتصلُ بمساعينا الوطنيةِ لإبرازِ صورةِ بلادِنا كأحدِ الـمراكزِ الحضاريةِ عربياً وآسيوياً ودولياً.في الدوحةِ، الـمستلقيةِ بجمالِها وبهائِها على شاطئ الخليجِ العربي، وفي كلِّ ربوعِ بلادِنا، حياةٌ ناشطةٌ نلمحُ في ثناياها روحَ الإنسانِ القطريِّ الساعي لتوكيدِ ذاتِـهِ من خلالِ ممارسةِ دورِهِ في تجديدِ البُنى الفكريةِ والـمُجتمعيةِ، ورَفْـدِ مسيرةِ التنميةِ الشاملةِ بشبابٍ، من الجنسينِ، كُفءٍ مُـؤَهِّلٍ علمياً ومعرفياً. هذه الروحُ تبدو لنا جَلِـيَّـةً في التعامُلِ الرفيعِ مع أعضاءِ الوفودِ والـمنتخباتِ الـمُشاركةِ، والذي لـمستُ أثرَهُ في أحاديثي مع بعضِـهِم ممن عَـبَّروا عن مشاعر الدهشةِ لِـما يرونَـهُ من نهضةٍ ورُقيٍّ شاملينِ كانوا يقرأونَ ويسمعون عنهما لكن لم يُخَـيَّلْ لهم أنْ يكونا على هذا الـمستوى الرفيعِ. وما يُثلجُ الصدر أنَّ صورةَ إنسانِنا رائعةٌ في أذهانِـهِم كشخصٍ عمليٍّ ذي أخلاقٍ ساميةٍ، وهو أمرٌ يُشيرُ إلى تأسيسِ ركائزَ جديدةٍ في علاقاتِنا الدَّوليةِ تقومُ على الاحترامِ والتقديرِ.من جوانبِ التأثيرِ الحضاريِّ للمونديالِ، أنَّ الصورةَ النَّمَطيةَ لإخوتِنا في الإنسانيةِ، العُمالَ الوافدينَ، التي حاولَ الـمُغرِضونَ ترسيخَها ففشلوا، قد تهاوتْ عملياً بعدما رأى أعضاءُ الوفودِ الإنسانَ القطريَّ في بيئتِـهِ الـمحليةِ، وشاهدوا علاقاتِـهِ الإنسانيةِ بالآخرين، وسمعوا عن صرامةِ القوانينِ التي تحفظُ كرامةَ الإنسانِ وحقوقِـهِ بِغَضِّ النظرِ عن انتمائِهِ الدينيِّ والقوميِّ. وهنا، لابدَّ من الإشادةِ بالـمُختصين القطريين في القانون الذين استطاعوا إعدادَ مشاريع لقوانين تستندُ إلى دينِـنا الحنيفِ والـمبادئ الإنسانيةِ، وكان لهم دورٌ عظيمٌ في بناءِ الصَّرْحِ الوطنيِّ الـمُستندِ إلى الحفاظِ ورعايةِ الإنسانِ كقيمةٍ في ذاتِـهِ.الأمر الأخيرُ الذي تنبغي الإشارةُ إليه هو الاهتمامُ الذي لاحظتُهُ من متابعتي لـمواقعِ الصُّحفِ غير العربيةِ بالرفاهيةِ الإنسانيةِ الـمُتَـمَـثِّـلَـةِ في جوِّ التسامحِ والقُبولِ بالآخرِ واحترامِـهِ في بلادِنا، فتوَجَّهَتْ جهودُ الإنسانِ القطريِّ نحو التعليمِ وممارسةِ الأنشطةِ الاقتصاديةِ في ظلِّ رعايةِ الدولةِ له بقيادةِ سمو الأمير الـمفدى، وهذا نجاحٌ آخرُ نُحَقِّـقُـهُ من خلالِ الـمونديالِ.كلمةٌ أخيرةٌ:يكونُ الإنجازُ إنجازاً حقاً عندما تكونُ قاعدتُهُ الرئيسيةُ الإنسانَ، وتنظيمُ بلادِنا للمونديالِ إنجازٌ سنشهدُ آثارَهُ الإيجابية قريباً.