18 سبتمبر 2025
تسجيلكالعادة كانت عملية انتقال السلطة في المملكة العربية السعودية هادئة وسلسة، وهو أمر يعود الى نجاح النظام السياسي والآليات المتبعة في المملكة، والترتيب المسبق والمتفق عليه بحسب النهج الراسخ الذي تقوم عليه البلاد، منذ تأسيس الدولة على يد المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود.يأتي هذا الانتقال السلس للحكم، وتولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز مقاليد الامور في المملكة، في وقت تواجه فيه المنطقة تحديات اقليمية غير مسبوقة، حيث يتمدد تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" على جزء كبير من الاراضي السورية والعراقية، فيما تدخل الحرب التي يقودها النظام السوري ضد شعبه عامها الرابع، مخلفة أكبر كارثة انسانية منذ الحرب العالمية الثانية. ولا تزال تداعيات السياسات الطائفية المقيتة لرئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي، تلقي بظلالها الكئيبة على الاوضاع هناك. وفي الجنوب تتعاظم المخاطر في اليمن بعد الانقلاب الذي نفذه الحوثيون بالتعاون مع الرئيس السابق علي عبد الله صالح، على الثورة ومخرجاتها، فضلا عن الملف النووي الايراني.ان هذا الانتقال السلس والهادئ للحكم، هو مؤشر لاستمرار النهج والسياسة السعودية الحكيمة في التعاطي مع هذه التحديات الاقليمية الخطيرة وتداعياتها المحتملة، انطلاقا من ثقلها الكبير في المنطقة والعالم الاسلامي والاحترام الدولي الذي تحظى به كقوة اقليمية مؤثرة.وفي هذا السياق، فإن الكلمة التي ألقاها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز يوم الجمعة، أكدت تمسكه بالنهج القويم الذي سارت عليه المملكة منذ تأسيسها، خصوصا مواصلة دورها في الدفاع عن قضايا الأمة العربية والإسلامية، والعمل على تعزيز وحدة الصف العربي والاسلامي.لقد كانت رسالة خادم الحرمين الشريفين للداخل والخارج واضحة، وهي ان المملكة ماضية في سياساتها الحكيمة ومتمسكة بثوابتها الراسخة ودورها الفاعل، كدولة اقليمية قائدة في المنطقة والعالم الاسلامي.