14 سبتمبر 2025
تسجيلكبشر فإن الحلم لا يفارقنا إذ يبدو لنا كحقيقة تأخذ من حياتنا حيزاً كبيراً وهو ما نتفق عليه وبشكل جماعي، ولكن ما نختلف عليه هو أننا نجد بيننا من يكتفي بأن يظل ضمن إطار الحلم دون أن يسعى إلى التمرد عليه والخروج منه فيصبح واقعاً يسعد به، ونجد أيضاً من يجد، يجتهد، ويتجرأ وبكل ما يملك من قوة على إطار الحلم؛ كي يخرج منه، فينتقل إلى مرحلة الحقيقة، التي سيسعد بها، ولكم هي جميلة تلك اللحظة التي ندرك معها تلك المشاعر التي تنتابنا حين يتحول الحلم إلى حقيقة. إن الحلم الذي يمكن بأن يراود أي واحد منا بين الحين والآخر هو دخول (الجنة)، وهذه الجنة التي نتحدث عنها هي تلك التي ندخلها حين نكسب محبة (الأم)، التي تعيش من أجل غيرها، وتعيش حين يعيش غيرها، ولا تنشغل بشيء سواه الاهتمام بغيرها ممن تحب، وتحرص على أن يحصل على ما يريد من الحياة حتى وإن تطلب منها ذلك فعل الكثير والكثير.اليوم أيها الأحبة لنا وقفة مع هذه الإنسانة العظيمة التي تصغر كل الكلمات وإن عظمت أمام ما تقدمه لنا، وما تفكر به من أجلنا، وما تدافع عنه في سبيل إسعادنا فقط؛ لأنها تحبنا وتجيد فعل ذلك أكثر من غيرها، فهو ما يعتمد على تكوينها، الذي يميل وبكل قوة نحو العطاء وبلا حدود، وكأن الأمر يتعلق بغريزتها، التي لا تدرك سوى أجود المعاني بل وأجملها. اليوم سندرك معكم ومن خلالكم كيفية رد هذا الجميل (الجميل) بما يُرضي الله، ويُسعد هذه الأم، التي وإن جلبنا لها كل كنوز الدنيا إلا أننا لن نتمكن من تعويضها حتى نلامس قلبها بما نُقدمه لها بين الحين والآخر ويكشف لها عن الثمرة التي حصدتها لقاء كل ما قد تقدمت به من قبل، وهو ما سنستعرض بعضه من خلال الزاوية الثالثة ونأمل لكل متابع بأن ينعم بالفائدة المرجوة.من همسات الزاوية الثالثةحين نحب فإن حبنا لمن نحب يجعلنا نفعل دون أن نفكر بما نفعله، ونقدم دون أن نفكر بما نقدمه، ونسلم قلوبنا ونحن على ثقة بأن من سيتلقاها يستحقها فعلاً، وفي المقابل نجد بأن من يصله كل هذا الحب قد يقدره وقد لا يفعل، ولكننا وبرغم ذلك نظل نعطي دون توقف، ودون أن نبحث عن مقابل سواه ذاك الشعور بأن ما نفعله سيعود بنفعه فعلاً على الطرف الآخر، الذي يمكن بأن يمثلنا نحن، في حين أن من يعطي ويقدم ويضحي ما هو إلا هذا الرمز العظيم الذي تجاوز كل حدود العطاء، فكان ولازال وسيظل رمزاً لا يرمز إلا لكل ما هو أصيل، والأصل بأن نعترف بأنه للأم، التي لم تبخل يوماً علينا، ولا يجدر بنا بأن نبخل عليها يوماً بأي شيء مهما كان قدره؛ لأنها وبكل بساطة الجنة التي لن ندخلها حتى نقدم لها ما يُبيح لنا دخولها تلك الجنة.