12 أكتوبر 2025

تسجيل

مصر وذكرى الثورة

25 يناير 2014

التفجيرات التي شهدتها مصر أمس وراح ضحيتها عشرات المصريين بين قتيل وجريح، ليست سوى أعمال إجرامية مستنكرة، لا هدف لها سوى استهداف أمن واستقرار مصر، وهو ما جعلها محل إدانة واستنكار العديد من دول العالم وفي مقدمتها دولة قطر، التي أعربت عن إدانتها واستنكارها لهذا العمل الإجرامي، وذلك انطلاقاً من موقفها الثابت من نبذ كافة أشكال العنف أيا كان مصدره أو دوافعه.إن هذه التفجيرات، المستنكرة، التي تأتي عشية الذكرى الثالثة لثورة الخامس والعشرين من يناير، تعكس حالة الاضطراب التي ظلت تعاني منها مصر منذ العام الماضي، بعد عزل الرئيس المنتخب محمد مرسي، والانقسام الذي ساد الشارع بسبب الإجراءات التي اعتبرها البعض؛ ردة وانقلاباً على المبادىء التي أرستها الثورة.ومهما يكن من جدل بشأن التطورات التي أعقبت ذلك التحول، فإن أهم ما ينبغي فعله هو الابتعاد عن اللجوء إلى العنف؛ أياً كان مصدره، والتخلي عن نهج الإقصاء، وفتح أبواب الحوار لحل الأزمة، وتأمين عملية انتقال هادئ نحو التحول الديمقراطي الكامل، والمشاركة السياسية التي لا تستثني أحداً، باعتبار أن هذه الأهداف كانت هي العنوان الأبرز لثورتي 25 يناير و30 يونيو.إن مصر القوية هي سند لكل العرب، وعودتها إلى دورها الريادي هو أمل تتطلع إليه كل الأمة، لكن هذا الدور يتطلب توحيد صفوف الشعب، ومعالجة أسباب الأزمة، التي وفرت هذا المناخ الذي يحاول الإرهاب النفاذ من خلاله.وفي هذا اليوم الذي يصادف الذكرى الثالثة لثورة 25 يناير، يبدو أن المصريين بحاجة إلى استلهام تلك الروح التي وحدتهم يومذاك.. وتلك المعاني التي خرجوا من أجل تحقيقها في ذلك اليوم الفارق، الذي جعل العالم يقف كله احتراماً لتلك الإرادة الشعبية، التي أنتجت واحدة من أعظم ثورات الربيع العربي.