16 سبتمبر 2025
تسجيلمن حق العربي الآن أن يرفع رأسه ويشعر بالفخر ؛ فالمقاومة الفلسطينية في غزة تتحدى القوة الغاشمة، وتصمد وتقاوم وتقاتل من أجل الحرية، وتقدم الشهداء لتضيئ دماؤهم الطريق لإعادة بناء الحضارة الاسلامية. والقتال من أجل الحرية فخر كانت الأمة تحتاج إليه منذ زمن طويل استسلمت فيه لمن قاموا بتزييف وعيها، وارغامها علي الخضوع والخنوع لمنطق الواقعية، والخوف من قوة أمريكا. لكن شعوب العالم الآن تشاهد أمريكا تقف بكل قوتها مع دولة الاحتلال الاسرائيلي، وتقيم جسرا جويا تنقل عبره آلاف الأطنان من المتفجرات ليستخدمها جيش الاحتلال في تدمير غزة وقتل آلاف الأطفال والنساء، وارتكاب جريمة ضد الانسانية، وانتهاك القانون الدولي، وشاركت كل الدول الأوروبية في توفير الدعم السياسي والمالي والعسكري لدولة الاحتلال الاسرائيلي. لكن كل القوى العالمية فشلت في كسر ارادة ابطال المقاومة ؛ الذين يمتلكون ايمانا أقوى من كل الأسلحة الأمريكية التي استخدمها جيش الاحتلال في تدمير العمران في غزة. بذلك برهنت حماس لكل الشعوب التي تحلم بالحرية أنها تستطيع أن تنتصر، وتحقق استقلالها الشامل، وأنها يمكن أن تقوم بثورة عقول ؛ فتخطط وتبدع وتبتكر وتنتصر. وهذا يشكل انجازا حضاريا، يفتح الطريق لثورة عالمية ضد الظلم والاستعمار والاستبداد، فمعظم شعوب العالم تعاني من الظلم والقهر ؛ لكنها تخاف من القوة الغاشمة !!. أما الآن فإن حماس توضح أن الايمان أكثر تأثيرا من من كل أسلحة الدمار الشامل، وأن جيش الاحتلال دمر بيوت غزة على رؤوس سكانها ؛ لكن أبطال المقاومة مازالوا يقاتلون، وتمكنوا من ارغام لواء جولاني على الانسحاب كمقدمة لهزيمة كل الجيش الاسرائيلي بكل قوته. من حق الأمة أن تفخر بالإسلام الذي أعد هؤلاء الفرسان الأبطال، وملأ قلوبهم بالإيمان بالله، فهم يقاتلون من المسافة صفر، وهذا قتال الرجال. هؤلاء الفرسان لا يخشون الموت في ميادين الحرية ؛ فهم يعتقدون أنه الطريق إلى رضا الله، وهذا أعظم جائزة يحصل عليها المسلم، وأغلى أمنية يمكن أن يحققها، وأجمل خاتمة لحياته التي قام فيها بواجبه في الدفاع عن الاسلام، والجهاد لتكون كلمة الله هي العليا. ومن دراستي لوسائل الاعلام الغربية، وما تقدمه من مضمون لسنوات طويلة توصلت إلى نتيجة مهمة ؛هي أن الغرب يخشى انتشار هذا الفكر ؛ الذي يمكن أن يؤدي إلى يقظة الأمة الاسلامية ؛ التي تمتلك الكثير من مصادر القوة الصلبة ؛ لكنها لم تستخدمها بسبب تسلط الطغيان عليها، وقيام وسائل الإعلام بتغييب وعيها. المقاومة الفلسطينية تعيد الآن الوعي إلى الأمة العربية، وتوضح لها أنها تستطيع أن تغير الواقع، وتبني عالما جديدا، عندما تمتلك ارادتها ؛ فإن كانت حماس استطاعت أن تصمد وتقاوم وتتحدى أمريكا وأوروبا واسرائيل ؛ فماذا تستطيع الأمة العربية أن تفعل عندما تنتفض شعوبها، وتقرر ان تنتزع حريتها واستقلالها الشامل. ومن خلال دراستي لخطاب القادة والمفكرين الغربيين، استطيع التأكيد على أن دول الغرب تخاف من مفاجأة لا تتوقعها ؛ يمكن أن تكون انتفاضة عربية شاملة أضاءت لها حماس الطريق بصمودها واصرارها وقوة ايمانها بالله. إن هذا يشكل انجازا حضاريا ؛ فالمستقبل يبنيه الأحرار الذين يرفضون الخضوع للواقع، وتحدون القوة الغاشمة.. وهذا يفسر اعجاب شعوب العالم بفروسية وبطولة حماس والجهاد. هذا الاعجاب يشير إلى أن الشعوب المظلومة يمكن أن تقلد حماس، وتنطلق في مرحلة جديدة من الكفاح ضد الاستعمار والاستبداد، وبذلك يمكن أن تغير الواقع وتبني المستقبل. أما العربي الذي أشبعت المقاومة الفلسطينية حاجته للفخر ؛ فإنه يجب أن يتحرر من خوفه وخضوعه للواقع، فحماس أثبتت له أنه يستطيع أن يتحدى القوة الغاشمة، ويقاوم ويرفع رأسه عزيزا وأبيا، وبذلك يمكن أن يحقق النصر، ويعيد بناء الحضارة الاسلامية ؛ فإن مات قبل أن يحقق النصر، فإنه يكون قد ساهم في تحقيقه، وفاز بالشهادة.