13 سبتمبر 2025

تسجيل

رَمَضانُ وَلّى هاتِها يا ساقي

24 ديسمبر 2015

هكذا خرجت من فم أمير الشعراء متحدثاً عن الخمر: رَمَضانُ وَلّى هاتِها يا ساقي.. مُشتاقَةً تَسعى إِلى مُشتاقِبِالأَمسِ قَد كُنّا سَجينَي طاعَةٍ.. وَاليَومَ مَنَّ العيدُ بِالإِطلاقِأطلقها شوقي فاختلف في تفسيرها محبوه ومبغضوه، فقائل: لم يقصد التغزل بها بل هو يصف حال أهلها. وآخر يرى الدافع: شدة شوقه إليها.كلا الفريقين يرى القول مستهجنا، ولم يتوقع هؤلاء وأولئك أن زماننا سيأتي، تعقد فيه أسواق للنخاسة الفكرية لإزالة هذا الاستهجان! أسواق يتحدث فيها عليم اللسان بأن الخمر لم تحرم في القرآن، وحسبنا في التشريع كتاب الله! وحول هذا الغثاء نسجل عدة ملاحظات:1 — القول بالتفريق بين القرآن وصحيح السنة: يهدف إلى هدم الاثنين معا؛ لأن من أنكر السنة قطعا لم يؤمن بالقرآن؛ قال تعالى: "وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ"، وقوله: "فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ"، وقوله: "وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا". ثم هو عمل خبيث يقصد إلى هدم شعائر الدين، إذ كيف نجد في القرآن: أركان الصلاة، وشروطها، وعدد ركعاتها، وكذا سائر العبادات.2 — إذا أردنا التنزل للخصم ـ كما يقول المناطقة ـ فإنا نجد الله قد حرم الخمر في آيتين غاية في الوضوح: "إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه.." والحرمة هنا بيّنة من وجوه:الأول: قرن الله الخمر بالأزلام، التي نعت فعلها بالفسق "وأن تستقسموا بالأزلام ذلكم فسق".الثاني: ذكر الله أن الخمر رجس، ولفظ الرجس لم يطلق في القرآن إلا على الأوثان، ولحم الخنزير، وهما حرام بيقين.الثالث: القول بأن الاجتناب دون الحلال وفوق الحرام!! يحمل فساده في ذاته، فإنا نسمع الله يقول: "فاجتنبوا الرجس من الأوثان، واجتنبوا قول الزور"، "والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها" وهي من المحرمات المقطوع بها.الرابع: الزعم بأن الاجتناب خاص بصغائر الذنوب، فاسد كذلك، فقد قال الله: "إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم"، وقال: "الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش". فهل كبائر الإثم والفواحش غير محرمة، إذن ما الحرام بعدها؟ 3 — حرم الله الإثم: "قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن، والإثم..) وقال عن الخمر والميسر: "فيهما إثم كبير". وهذا تحريم ظاهر كذلك.هذه إشارات على عجل يقتضيها المقام، تثبت أن تياراً ممنهجاً، يعتمد تشويه حقائق الدين، وثوابت العقيدة بلسان بعض أبنائه، ويوجب التصدي له حتى لا تضيع الهوية.