28 أكتوبر 2025
تسجيللا يغيب عن كل مُتابع وبصدق لخط سير المسرح الشبابي القطري توجهه –مؤخراً- وبخطوات جادة وواسعة (إلى حد ما)، للانضمام إلى المركز الشبابي للفنون، الذي وُجد، كي يجمع تحت مظلته كل المواهب المبدعة في المسرح وغيره من الفنون الجميلة، التي تسعى إلى: تأطير المواهب الفنية، المسرحية، والموسيقية الشبابية وتطويرها وتثقيفها فنياً، مسرحياً، وموسيقياً على أسس علمية، لرفد الحركة المسرحية والموسيقية القطرية بالكوادر الجديدة الخبيرة والمثقفة فنياً في كافة النواحي) بحسب ما قد ورد كهدف أولي ضمن أهداف المركز التي أدركناها في حفل تدشين الفرقة المسرحية للمركز الشبابي، الذي نُظم يوم الإثنين الماضي وشهد حضور كوكبة من عشاق المسرح والمهتمين به ممن حرصوا على تلبية الدعوة، كي يكونوا على علم بالخطة الجديدة التي ستتولى مهمة الأخذ بيد المسرح الشبابي من تلك النقطة التي وقف عندها المركز الشبابي للفنون المسرحية (سابقاً) إلى نقطة جديدة تسعى – وإن تبدلت الآليات المُتبعة- إلى تحقيق ذات الأهداف، التي سبق لها وإن كشفت عن سواعدها، من أجل العمل وبكل جد في سبيل تسليم دفة الأمور للمسرح الواعي والقادر على ترجمة كافة القضايا التي تشغل المجتمع وتأخذ حيزاً لا بأس به منها، وتحتاج لكل من يمتلك القدرة على تسليط الضوء عليها، لإيجاد الحلول الناجعة التي ستبث من التغيير ما يكفي، كي يجعل مجتمعنا أكثر رقياً وتألقاً.علاقة الفرقة المسرحية بأصل المسرح منذ أن ظهر المسرح وكل ما يتعلق به يُنسب لـ(الأفعال)، التي يعني وجودها وجوده وبشكلٍ فعلي على ظهر خشبة تؤكد على ذلك، في حين أن غيابه يعني العكس تماماً، وبما أن الأمر يعتمد على الأفعال كل الوقت فإن موضوع تكوين فرقة مسرحية جديدة لا يتطلب وضع الخطط الجديدة فحسب والوقوف عند ذاك الحد، بل تجاوز الأمر بأفعال تحافظ على سلامة المسرح الشبابي وبالقدر الذي يسمح له بأن يعطي أكثر، وما لمسناه من خلال ذاك الحفل أن كل من شارك بتنظيمه قد حرص وبشكلٍ جدي على تحسين واقع المشهد المسرحي في صيغته الشبابية، ورغم أن (مخاوف تحقيق ذلك) قد سطت على البعض، إلا أن (الثقة) من أن القادم سيوفر الأفضل قد لطفت الأجواء، وسمحت لنا بأن نستقبل الخطة الجديدة لتلك الإدارة الجديدة التي يتولاها السيد سلمان المالك وبصدر رحب يرحب بتلك اللمسات التي عقدنا حولها كل آمالنا والوعد بأن تتحقق في القريب العاجل إن شاء الله.بريق أمل بحسب ما قد ورد على لسان المالك في حفل تدشين الفرقة المسرحية، فإن العديد من التغييرات الجادة ستلحق بالمسرح الشبابي خلال الفترة القادمة، والحق أن تحقيق ذلك وإن أخذ حيزه من الواقع فإنه ما سيعني أن المسرح الشبابي سيشهد انتعاشاً لا مثيل له، سنجني بفضله الكثير من الأعمال الرائعة التي ستتدفق ولن تتوقف عن مدنا بالجديد المفيد أيضاً، وهو ما سيعود بنفعه علينا وإن كان ذلك على المدى البعيد من خلال كل ما سيمده من طاقات موهوبة ستملأ الساحة المسرحية وستبث الأمل حين تضع المسرح في مأمن وبعيداً عن كل التهديدات، التي تطل علينا بين الحين والآخر، كاشفة عن كل مخاوفها المتعلقة بخلو الساحة من أعمال مسرحية تواكب التطور الهائل الذي تشهده قطر، وتحتاج وفي المقابل ما يوازيه (ذاك التطور) من أعمال متطورة تُشبع النفوس المتطلعة لكل ما هو أكثر من الموجود والمُتاح.خلاصة القول إن كل ما قد أدركناه من خلال الحفل يُشير إلى أن القادم سيُبنى على أساس علمي سميك يسعى إلى تشكيل فرقة متذوقة للفن وعلى درجة عالية من الثقافة، وهو ما لا يلغي الجهود السابقة التي انصبت في قالب عملي تبنى المنهج العلمي ولفترات طويلة تطلبت وكأساس لها وجود الموهبة – التي أميل إليها كل الوقت وأرجح كفتها- ولكنه ما يؤكد على أن الأمر لن يخلو من الدراسة المُكثفة التي ستهذب المواهب المُحبة للمسرح أولاً، ثم ستعمل على تقديم العديد من الأعمال الناتجة عن تلك الدراسة، وهو ما نطمح إليه، وننتظر وبكل شوق حدوثه، فهل سيطول الانتظار أم أن الأمر سيتحقق في القريب العاجل؟