15 سبتمبر 2025
تسجيلهذا ليس تعميماً يُقْصَـدُ منه ممارسة نوعٍ من الديكتاتورية في اتخاذ القرار، ولا تَدَخُّـلاً في الشؤون الداخلية للأندية الرياضية، ولكنه خطوةٌ سليمةٌ يمارسُ من خلالها اتحادُ القدمِ الدورَ والتأثير كجهةٍ إشرافيةٍ عُليا على اللعبة، ويبدأ بها مرحلةً جديدة تقوم على أسسٍ وضوابطَ يحتكم إليها الجميع. ورغم ذلك نلوم الاتحاد على اتخاذه قرارات أو إصداره تعميمات دون التشاور مع إدارات الأندية الرياضية ومن خلال مناقشات ودراسات مُعَـمَّـقةٍ لتلافي حالة الرَّفْـضِ والشحنِ الإعلامي. نحن، كمتابعين وإعلاميين، ندرك أنَّ المرحلةَ القادمةَ مرحلةُ التوجُّـهِ الكُلي نحو الاحتراف في المجال الكروي، ونخطئ كثيراً لو حَصَـرْنا مفهوم الاحتراف في اللاعبين، لأنه مفهومٌ يقوم على جوانب فنية وإدارية وتنظيمية تلتزم بروح الاحتراف كنَـهْـجٍ لابد من ترسيخه على مراحل. و لنتحدث بصراحة ونقول إنَّ اختيار إداريي فرق الأندية كان عمليةً تشبه المكافأة لأشخاص بعينهم على عطاءاتهم أو لكونهم من الشخصيات المؤثرة إعلامياً، وهذا لم يكن في صالح الكرة القطرية. صحيحٌ أنَّ كثيرين منهم ناجحون، إلا أنَّ ذلك يعتمد على المصادفة وليس على الاختيار وفق ضوابط بعينها، ولا على الكفاءة والمستوى العلمي قبل الفني لهم. ولا نظنُّ أنَّه مما يُسيءُ لمن لهم باعٌ طويلٌ في العمل الإداري أن يتقدموا لدورةٍ تأهيلية يُجرى بعدها اختبارٌ، فهذا أمرٌ يتيح لهم تجديد رؤاهم وتنمية قدراتهم. لكن الأهم هو أنه،أيضاً، يتيح الفرصة للجيلِ الشابِ الذي يتعامل مع الأمور بعقلِ وروحِ عصره، وهو الجيل الذي ستقع على عاتقه مسؤولية إدارة وتنظيم الحَـدَثِ الكروي الأعظم في تاريخنا، مونديال 2022 م. نبحث عن واجهات إعلاميةٍ كَـفوءةٍ في تعاملها مع وسائل الإعلام، وفي ضبط الإيقاع النفسي للاعبين والمدربين في ساحات الملاعب، وإعادة الروح للفرق وإعدادها نفسياً، وممارسة دورٍ في التعامل مع الجماهير ينطلق من المصداقية والثقة حتى في فترات التراجع والانكسار التي قد تشهدها بعض الفرق. حديثنا ينصبُّ على مستقبل كرة القدم، ومنتخباتنا الوطنية، وليس على جانبٍ إداريٍّ. فإذا كانت الأندية هي الروافد التي تمدُّ المنتخبات بالدماء والروح، فإنَّ كل جهدٍ في إطار تطوير وتنمية العمل الإداري في أجهزتها الكروية هو تطبيقٌ لرؤيةٍ في الاتجاه الصحيح. كلمة أخيرة: مع تقديرنا لاتحاد القدم، واتخاذه قراراتٍ جريئةٍ للبناءِ الاحترافيِّ المستقبليِّ، إلا أننا نأملُ أن يتم ذلك بعد التشاور مع إدارات الأندية الرياضية وإشراكها في اتخاذ القرار.