12 سبتمبر 2025

تسجيل

الإعلام المنافق

24 أكتوبر 2023

في الأسابيع الماضية ومنذ بداية الهجوم الوحشي الإسرائيلي على غزة، سقطت الكثير من الأقنعة من على وجوه الإعلام الغربي ومن بعض المشاهير والمؤثرين ممن يعدون أنفسهم ناشطين في مجال حقوق الإنسان. السي ان ان والبي بي سي كانتا من بين من سقطوا في الاختبار الإعلامي. القناتان اللتان لطالما عدتا أنفسهما من أفضل القنوات الإخبارية التي تعمل على أكبر قدر من الاحترافية في العالم، فشلتا فشلا ذريعا في نقل حقيقة ما تفعله إسرائيل المحتلة في غزة. منذ السابع من أكتوبر الماضي والسي ان ان و البي بي سي، ينشران الأخبار والقصص الكاذبة مثل قصة قطع حماس لرؤوس الأطفال الإسرائيليين بدون أدلة أو مصدر رغم أن إسرائيل نفسها نفت وجود أدلة حول هذه القصة. واستمرت هاتان القناتان بنشر القصص والأخبار من المنظور الإسرائيلي الكاذب لتظهران إسرائيل بدور الضحية. ودخل السباق مع هاتين القناتين، MSNBC وواشنطن بوست والنيويورك تايمز وغيرهم، في محاولة اظهار إسرائيل المحتلة كضحية مُعتدى عليها بلا أدنى سبب، مع قيامهم بتهميش الأخبار الخاصة بالفلسطينيين في غزة، واستعمال لغة غامضة عند الحديث عن هجوم إسرائيل المحتلة على غزة. فعندما يتحدثان عن الهجمات على غزة يقولون بأنها قد تكون صواريخ حماس وليس مؤكداً بأنها صواريخ إسرائيل، وما إن يسمعون صافرات الإنذار تنطلق في إسرائيل المحتلة حتى يقولون على وجه التأكيد بأن حماس أطلقت صواريخ باتجاه إسرائيل المحتلة قبل أن يروا حتى الصواريخ بأعينهم! وتستمر هذه القنوات الإعلامية الغربية التي لطالما ادعت الاحترافية والحياد في نشر قصص من داخل إسرائيل المحتلة، لتري الناس حجم الدمار الذي أصاب إسرائيل في السابع من أكتوبر و تداعيات هذه الأحداث على إسرائيل والإسرائيليين الذين احتاجوا إلى مقابلة أطباء نفسيين ومختصين في الصدمات العاطفية. و ماذا عن الفلسطينيين الذين تعدى عدد قتلاهم الأربعة آلاف شهيد منذ السابع من أكتوبر؟ ماذا عن الفلسطينيين الجرحى الذين لا يستطيعون الوصول إلى الخدمات الطبية بسبب اكتظاظ مستشفياتهم وتفجيرها من قبل إسرائيل الصهيونية! لماذا لا ينقلون أخبارهم؟ أين التقارير التي تتكلم عن حاجتهم إلى الأطباء البشريين والأطباء النفسيين والمختصين في الصدمات العاطفية! لماذا لا ينقلون الإبادة الجماعية والتطهير العرقي الحاصل اليوم في غزة! أين الحياد والاحترافية التي يتغنون بها؟ وإلى جانب هذه القنوات الإعلامية، يقف بعض المشاهير من الغرب الذين سمعنا أصواتهم تختنق من العبرة والبكاء عندما اجتاحت روسيا أوكرانيا، و اليوم لا نسمع لهم صوتاً أمام كل ما يحدث في غزة وللفلسطينيين. أتُرى يكون المرء ناشطاً في حقوق الانسان،فقط، عندما يتضمن ذلك القتل والاعتداء على من هم في أوروبا وأمريكا ويحملون جنسياتها؟ أترى هم الوحيدون الذين يستحقون جمع التبرعات لصالحهم و ما عداهم لا يستحق! الأسابيع الماضية فضحت القنوات الإعلامية الغربية الكبرى والمشاهير الذين يعدون أنفسهم ناشطين في مجال حقوق الإنسان. أتمنى أن يعيد هؤلاء حساباتهم وأن يفهموا بأن المشاهدين والمتابعين لا تنطلي عليهم الألاعيب والأكاذيب ولا تغريهم العبارات الرنانة والطنانة! الناس أوعى اليوم، وتصلهم الأخبار والقصص من أرض الواقع مباشرة بلا تحريف أو لف ودوران أو إخراج هوليوودي لا يستطيع العقل الواعي تصديقه! كفى!