11 نوفمبر 2025
تسجيلتوهم غلمان دحلان، حكام أبو ظبي، وأتباعهم السعوديون، وعبيدهم السيساويون، أنَّ بلادنا ستنهار داخلياً خلال أسبوعٍ من بدء جريمة الحصار، فيتذمر المواطنونَ والمقيمونَ، وتتهاوى مؤسساتنا الأمنية، ثم يقوم الغادرون بغاراتٍ جويةٍ محدودةٍ يستهدفونَ بها جيشنا الباسلَ، والمطارات العسكريةَ والمدنيةَ تهيئة لدخول قطعان المرتزقة من جيش القميء السيسي انطلاقاً من جزر حوار، والقوات الدحلانية والسعودية في جنوبيّ بلادنا، فنعلن الاستسلامَ والخضوعَ للغادرين. وبعد أيامٍ من ذلك، يسير موكب نصر في شوارع الدوحة يضمّ القميءَ السيسي برفقة ممثلينَ للغلمان وأتباعهم من السعوديينَ. ما ذكرته ليس تحليلاً نظرياً، وإنما جزءٌ من خطة المؤامرة التي تحدثَ عنها الطبالونَ الساقطونَ في مجمع الصرف الصحيّ المسمى بالإعلام المصريّ، والرعاع التويتريونَ الذين يقودهم سعود القحطاني المعرف بدليم، وبائعو أنفسهم في سوق الابتذال والسفاهة كأنور قرقاش والدعيّ وسيم يوسف شحادة، ثم أكده سموّ أمير الكويت الحبيبة خلالَ لقائه بالرئيس الأمريكيّ، قبلَ أسابيعَ، بحديثه عن تجاوز مرحلة العدوان العسكريّ. لكن اللهَ تعالى ردَّ كيدهم في نحورهم، لأنَّ شعبَ بلادنا عزيزٌ، حرٌّ، مثقفٌ، وطنيٌّ، يقوده أميرٌ شابٌ حكيمٌ، حازمٌ، ذو رؤيةٍ سديدةٍ. ولأنَّ الواحدَ والعشرينَ عاماً الماضيةَ شهدتْ بناءَ دولة المؤسسات والعدالة، التي نجحتْ نجاحاً باهراً في علاقاتها مع الدول والشعوب والمنظمات والهيئات الدولية، فانهارت المؤامرة في أسبوعها الأول، وزالَ خطر التهديد العسكريّ، وانكفأ الغادرون في جحور تخلفهم الحضاريّ يشكونَ فداحةَ خسائرهم، وكانت السعودية الخاسرَ الأكبرَ. قبلَ الحصار، كانت المملكة تملك أسلحةً معنويةً تجعلها قوةً عظمى لا يستطيع أحدٌ المس بها. فقد كانَ دعاتها وعلماؤها يقولونَ فتتردد كلماتهم في نفوس وقلوب وعقول مئات ملايين المسلمينَ. وكانَ تصريحٌ من مسؤولٍ صغيرٍ في وزارة خارجيتها يشغل الدولَ والشعوبَ، ويحسب الجميع حساباً عظيماً له. لكن قيادتها ارتضتْ التبعيةَ لغلمان أبوظبي، فصغرتْ سياسياً. ثم شاركَ إعلامها الإعلامَ السيساويَّ في الانحطاط والابتذال، فصغرتْ معنوياً. وبرزَ دليم والتويجري والحمد والراشد وسواهم ليتحدثوا باسمها ضد الإسلام والعروبة والأخلاق، ففقدتْ احترامها في أوساط العرب والمسلمينَ. وكانت الطامة الكبرى عندما استخدمت العلماءَ والدعاةَ للتطبيل والرقص في ساحات النفاق السياسيّ ضد بلادنا، وضد القضية الفلسطينية وثورات سوريا ومصر واليمن وليبيا، فأحرقتْ الصورةَ الرائعةَ لهم، وفقدتْ بذلك أقوى أسلحتها الناعمة.اليوم، تواجه المملكة مشكلةً عظيمةً تتمثل في محاولة إشغال السعوديينَ عن قضاياهم الداخلية باصطناع قضية زائفةٍ مكذوبةٍ هي (الإرهاب القطريّ)، متناسيةً أنَّ مواطنيها قد يصدقونَ بعضَ الكذب لبعض الوقت، لكنهم سرعانَ ما ينتبهونَ للحقائق، ويبدأونَ في التذمر من واقعهم المرير، ويطالبونَ بالعيش كبشرٍ لهم حقوقٌ في الحياة الكريمة، وفي حرية التفكير والتعبير. وهي مشكلةٌ لأنَّ المؤسسةَ الدينيةَ فقدتْ صدقيتها، وصارَ السعوديونَ وسواهم يرونَ فيها مجمعاً للفتوى بما يطلبه الحاكم، فلم يعد لهم دور في التأثير في الناس. إذن، نتمنى على القيادة السعودية أنْ تحتذي بقيادة بلادنا في التخطيط السليم المتزن للتغيير الحضاريّ الشامل، بدلاً من الانقياد لغلمان دحلانَ والراشد والحمد وأشباههم ممن ترفضهم الشعوب، ومن الاستمرار في تمثيل المسرحية الهابطة المعروفة بحصار قطر.نحن نتفهم حالةَ الخزي والعار التي تنتاب (الأشقاءَ)، لكننا نلتزم مطلقاً بمبدأ تميم الذي ينصّ على الحوار المستند إلى احترام سيادة الدول ودونَ إملاءاتٍ وعنترياتٍ جوفاءَ. وإذا كانوا يريدونَ حلاً يحفظ ماءَ الوجه لهم، فعليهم التصرف كدولٍ تلتزم بالقوانين الدولية، ويتخلونَ عن العمل كعصابةٍ من البلطجية الذين ليس في نفوسهم أدبٌ يعصمهم، أو أخلاقٌ تهذب طباعهم، أو إسلامٌ وعروبةٌ يجعلنا نحترمهم ونصدقهم... جفت الأقلام وطويت الصحف.