14 سبتمبر 2025
تسجيلمن منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها ال 78 خاطبَ صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى العالم للمرة الحادية عشرة منذ توليه الحكم في 2013. عكس خطاب سموه نهج قطر ورؤيتها إزاء القضايا الإنسانية والدولية وضرورة إحلال السلام وفض النزاعات بالطرق السلمية والحوار وهذا ما برعت فيه قطر فاستحقت أن تكون حليفاً وشريكاً مهما للولايات المتحدة خارج حلف الناتو ولعّل النجاحات التي حققتها قطر في الملف الأمريكي الافغاني والملف الأمريكي الإيراني لدليل على قدرتها في التوصل لحلول ناجحة وسلمية تنهي الحروب وتحقن الدماء وتعزز الإنسانية. بدأ سمو الشيخ تميم بن حمد حفظه الله خطابه بتقديم التعازي لجلالة الملك محمد السادس والشعب المغربي في ضحايا زلزال المغرب وقدم التعازي للحكومة والشعب الليبي على ضحايا الفيضانات وأكد تضامن قطر الكامل في هذا المصاب مما يعكس اهتمام صاحب السمو حفظه الله وحكومة قطر بالبعد الإنساني حيث كانت قطر من أوائل الدول المساندة للمغرب وليبيا وأرسلت بعثات الإغاثة بعد وقوع الحادث مباشرة باعتبارها جزءا لا يتجزأ من الوحدة العربية، ولهذا سلّط سموه الضوء على ما يحدث في الدول العربية من السودان، لبنان،اليمن، سوريا وفلسطين التي طالما كان لها نصيب الأسد في خطابات سموه وتأكيده على رفضه لتعسف الاحتلال الإسرائيلي للشعب الفلسطيني ودعمه السياسي والإنساني والتنموي للشعب الفلسطيني والمساهمة في إعمار غزة، كما دعا سموه بالامتثال لميثاق الأمم المتحدة لاحترام سيادة الدول وسلامة أراضيها. ركز خطاب سموه على أن مستقبل الشعوب والأجيال القادمة مرهون بالقضاء على مآسي الحاضر، وينبغي توحيد جهود مجتمعنا الدولي لمجابهة المعوقات التي تواجه الإنسانية جمعاء كالفقر والظلم الصارخ المتمثل بالاحتلال والعنصرية وجرائم الحرب من خلال التعاون في تنفيذ القانون الدولي،كما أشار سموه إلى التطور بمجالات العلوم والتكنولوجيا والابتكار في تحسين نوعية حياة البشر والفجوة التي يعيشها العالم في عصر الابتكار وسط غياب العدالة الاجتماعية والاقتصادية، ولفت النظر حول نجاح قطر في ترسيخ مكانتها كوجهة عالمية وقدرتها على مد جسور التواصل بين الشعوب من خلال بطولة كأس العالم 2022 التي كانت بطولة ناجحة بامتياز على جميع الأصعدة، ولم يغفل سموه في خطابه الشأن الافغاني، حيث أكد سموه مواصلة التنسيق لتسيير الحوار بين الأمم المتحدة والدول المعنية وحكومة تصريف الأعمال الافغانية لضمان الالتزام باتفاق الدوحة، حتى لا تنزلق افغانستان نحو أزمة إنسانية وتصبح ملاذاً للجماعات الإرهابية، لتتحقق العدالة للشعب الافغاني، وخص سموه حقوق المرأة في التعليم والعمل. ولعّل الرسالة المباشرة والتي تبين مدى تمّسك قطر باحترام المقدسات الدينية الاسلامية وتظهر غيرتها على الإسلام ورفضها المساس بالعقيدة الإسلامية بانتهاك قدسية الاسلام كانت واضحة في خطاب سموه عندما اعتبر أن الافعال القبيحة بحرق القرآن الكريم لا يمكن أن تكون نموذجاً عن حرية التعبير مشدداً على ضرورة محاربة العنصرية وحملات التحريض على شعوب وحضارات بأكملها وتأكيداً على ذلك استشهد صاحب السمو بالآية الكريمة من سورة الاعراف (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ). وجدد صاحب السمو الدعوة لتوحيد الجهود لمنع إساءة استخدام الفضاء السيبراني، كما اعتبر أن قمة الويب التي ستقام في الدوحة 2024 فرصة لتعاون البشرية جمعاء، حيث سيتم استعراض التطور التكنولوجي وخلق فرص تعاون جديدة في عالم التكنولوجيا. تضمن خطاب سموه ملفات دولية مثل إعادة العلاقات بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الاسلامية إيران، وجمهورية مصر العربية والجمهورية التركية، الحرب في أوروبا بين روسيا وأوكرانيًا وتأثيرها على الطاقة والغذاء، وكرر دعوته بالالتزام لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي واللجوء إلى الحل السلمي. • الإنسانية، السلام، الحلول السلمية، الحوار والاحترام مفردات تكررت في خطاب سمو الأمير تميم بن حمد آل ثاني حفظه الله وهو ما يعكس نهج قطر ورؤية أميرها وسياستها الخارجية في التعامل مع القضايا الدولية وهدفها المنشود في أن يعم السلام العالم وتتحقق العدالة الإنسانية. •تولي قطر اهتماماً بالغاً في البيئة لهذا تنتهج سياسات صديقة للبيئة وتستثمر في الطاقة النظيفة باعتبارها من أهم الدول المصّدرة للطاقة.