18 سبتمبر 2025

تسجيل

القرار.... والمردود الإنساني

24 سبتمبر 2023

حين يصدر قرار يتعلق بمردود إيجابي إنساني، وبمردود مجتمعي من الذين يشملهم والآخرين، من واجبنا الإشارة إليه بالشكر والثناء من مبدأ «من لا يشكر الناس لا يشكر الله». بادرة طيبة من وزيرة التربية والتعليم، تشكر عليها، أدخلت السرور على المستفيدين خاصة والمجتمع عامة، حول ما أصدرته من قرار بتحديد ثمن الكتب الدراسية وأجرة المواصلات من الطلبة غير القطريين من غير مواطني دول مجلس التعاون في المدارس المستقلة، والإعفاء من ثمن الكتب وأجرة المواصلات لكل من أبناء القطريات وذوي الاعاقة، حرصًا من الوزارة على مراجعة السياسات التعليمية وتخفيضًا من الأعباء المالية على أولياء الأمور. هذا القرار أدى إلى انطباع إيجابي للكثير من أولياء الأمور خاصة مهيضي الجناح، وأزال القرار من على عاتقهم صخرة ثقيلة يعانون من ثقل حملها سنويا مع بداية كل عام دراسي، كانت همًا وقلقًا سنويًا، يعيشه أولياء الأمور مع بداية العام الدراسي، كيف يدفع ! ومن أين ! ولمن يلجأ ! مع ظروف مادية شهريّة قاسية تتطلب الانفاق ؛ السكن /‏ الكهرباء /‏ الماء /‏ المتطلبات المعيشية اليومية وغيرها في مجتمع يرتفع فيه سقف الغلاء بلا هوادة وبصفة مستمرة، وبلا رحمة، وتضارب في الارتفاع للاستفادة ماديّا على حساب الآخرين، تخفيض الرسوم من 1000 ريال الى 220 ريالًا لكل فصل دراسي سيقلل وطأة الدخول للأبواب التي يلجأ اليها أولياء الأمور سنويا للبحث عن وسائل وأياد ممتدة تتكفل بالمساعدة في تسديد الرسوم خاصة الأسر التي تحتضن طلابًا بأعداد كبيرة ومراحل تعليمية مختلفة، كالمراكز والجمعيات الخيرية الانسانية، وصندوق الزكاة، والأسر التعليمية في المدارس، وأصحاب الأيادي الخيرية في المجتمع والموسرين وغيرهم، لم يألوا جميعهم جهدا في التعاون والمساعدة مع المحتاجين للدفع، ويبقى السؤال وماذا عن الذين يقبعون في البيوت بلا تعليم، نتيجة عدم خضوعهم لشروط التسجيل في المدارس الحكومية، ومازالوا في البحث عن من يحتضن تعليمهم للدخول في المدارس الخاصة، فالمجتمع بواباته مفتوحة، دخل من خلالها الكثير من الأجانب والغرباء مع أسرهم بأمل الحصول على وظائف بلا شروط وزاد عددهم خاصة مع تطبيق «بطاقة هيا» الذي استفاد منه الكثير للدخول الى الدولة يرمي سهمه لعل الحظ يحالفه في وجود وظيفة وتعليم وصحة وغيرها من الخدمات، نعرف عائلات الكثير من أبنائها في المنازل يطلبون المساعدة بصفة فردية من الأسر الميسورة ماديًا ومن خلال مداخل المراكز الانسانية والخيرية، أليس هناك منافذ أخرى، والدولة ترفع شعار» التعليم للجميع « للمجتمعات التي أنهكتها الصراعات والحروب وشظف العيش، والأسر الميسورة في مجتمعنا من أهل الخير تسعى في بناء منشآت تعليمية عن طريق الجمعيات الخيرية للقضاء على الجهل في الدول المحتاجة العربية والاسلامية، أليس لهؤلاء نصيب ببناء مدارس بمناهج تعليمية حكومية تحت رعاية وإشراف وزارة التربية وبأسعار مالية رمزية بهدف التعليم من أجل التعليم، وبهدف القضاء على الأمية والذي سيؤدي انتشارها مستقبلا لنتائج غير محمودة تقع على المجتمع نتيجة الجهل التعليمي والذي سيعقبه بطالة وظيفية ينتج عنها سلوكيات غير لائقة..