11 سبتمبر 2025
تسجيلدعوات تُقدم من جهات عدة في الدولة للمثقفين والصحفيين والكتاب لحضور ندوات أو حلقات نقاشية وهذا الأمر محمود ومطلوب للمشاركة التي يُأمل منها الاثراء للمجتمع وتثقيفه بشؤون عدة ثقافية واجتماعية وإيضاح خدمات مقدمة من الأجهزة الحكومية وإنجازات الدولة في الشأن المحلي والدولي. ومن الناحية الأُخرى نجد أن بعض الشركات الربحية كشركات الاتصالات وجهات تعقد مناسبات دولية تدعم بشكل سنوي مشاهير التواصل الاجتماعي وذلك بتقديم هدايا سنوية لمجموعة كبيرة منهم وبتوثيق المشاهير أنفسهم وعرض تلك الهدايا للجمهور وعرض بطاقات الدعوة الخاصة لهم في المناسبات من الجهات الأُخرى وفي بعض الأحيان نجد لجوء تلك الشركات لمشاهير التواصل الاجتماعي لعرض خدمات جديدة أو إظهار تلك الفعالية في هواتفهم للمتابعين ! وتلك خطوات محمودة وخاصة أن توافق فيها الاختيار الصحيح للمشاهير وخاصة مما يُستفاد من طرحهم في مواقع التواصل الاجتماعي في الشأن المجتمعي وغيره . ولكن يبقى السؤال لماذا لا نرى وجود هذه الدعوات في المهرجانات والفعاليات من بعض الجهات محلياً أو خارجياً لفئة الكتاب والمثقفين والصحفيين. إن من الأثر السيئ في ذلك على الأجيال التي تعاصر وقتنا هذا أن كثيرا من طموحات أبنائنا الشباب انحصرت في أن يكونوا من أحد مشاهير التواصل الاجتماعي بدلاً أن يكون طموحهم في الوصول إلى مهن يحتاجها المجتمع من مهندس، طيار، طبيب، كاتب أو مؤلف والكثير من الوظائف ويعود ذلك السبب أو أحد تلك الأسباب الرئيسية لما يُنشر في وسائل التواصل الاجتماعي أو التلفزة في ظهور صور لبطاقات الدعوات بأسماء بعض فئات مشاهير التواصل الاجتماعي وتخيل المجتمع أن هذه الفئة هيّ الفئة المطلوبة في المجتمع وهم لهم نصيب الأسد من الاستضافات والدعوات دون غيرهم وهذا ما يكون فكرة الاهتمام بتلك الفئة دون الفئة الأُخرى من الكتاب والمثقفين والأكاديميين. إن العدل في الميزان سيكون له الأثر الصحي على المجتمع، فعندما نجد توازنا من بعض الشركات في توجيه الدعوات للفئتين من المثقفين والصحفيين والكتاب والأكاديميين وأصحاب المجال المجتمعي وفئة مشاهير التواصل الاجتماعي ذوي المحتوى المفيد سيعمل بلا شك في تصحيح المفاهيم للشباب ويكون أحد أبواب الخدمة المجتمعية. وبالطبع ستكون مخرجات التعلم موجودة بشكل دائم بمشيئة الله تعالى، كما سيظل هناك فئة من مشاهير التواصل متواجدين بطرحهم الراقي والمفيد للمجتمع، فإذاً علينا الانتقاء وعلينا التقدير لكل فئة. أخيراً إن الدور المجتمعي لجميع المؤسسات والشركات الربحية هو دور وواجب مهني وأخلاقي نحو مجتمعهم وتكريم المساهمين في النشاطات المجتمعية العملية والعلمية والفكرية هو أحد أبواب ذلك الدور المجتمعي.