وعد الحر دين

من الطبيعي أن يقدم مرشحو مجلس الشورى وعوداً من خلال برامجهم الانتخابية تستطلع قدر الإمكان حاجات وتطلعات أهالي مناطقهم، يتم تضمينها في برامج تكون محل نقاش وتحليل طول فترة الحملة الانتخابية.. ومن المنطق أيضا أن تكون هذه البرامج والوعود قد خضعت لدراسات واستطلاعات للرأي تقف على احتياجات المواطنين ومشاكلهم في مختلف الدوائر حتى يتمكن العضو القادم من تجسيدها على أرض الواقع. ولعل ما يلاحَظ في السباق الانتخابي الذي تشهده قطر خلال الفترة الحالية تنوع كبير في مضامين البرامج الانتخابية التي تضمنت خططاً لضمان مواصلة مسيرة التنمية الشاملة، كما أن العديد منها يلامس مشاكل المواطنين وطموحاتهم وتطلعاتهم. وتناولت البرامج الانتخابية جملة من القضايا التي تنتظر عرضها على طاولة النقاش في مجلس الشورى ورفع توصيات قوانين وتشريعات بشأنها، على غرار الاستفادة من خبرات المتقاعدين وتقطير الوظائف في سبيل رفع نسب القطريين داخل الهيئات والمؤسسات والشركات المملوكة للدولة إلى أرفع المستويات وتحفيز القطاع الخاص على استقطاب الكفاءات الوطنية للمساهمة في دفع عجلة الاقتصاد الوطني، وكذلك موضوع التدريب وتأهيل الموارد البشرية وملاءمة مخرجات التعليم بحاجيات السوق، علاوة على ملفات الصحة والتعليم لتساهم كل هذه القضايا في تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030. في الواقع إن النجاح في الوصول إلى مقعد مجلس الشورى يقتضي جملة من العناصر والتي من المفترض أن تتوفر في أي برنامج انتخابي، على رأسها إيلاء مصلحة الوطن والمواطن الأولوية المطلقة بعيداً عن المصالح الذاتية والمحسوبية، وعدم مبالغة المرشحين في تقديم وعود غير واقعية بعيدة عن الواقع ومراعاة الراغبين في العضوية للقيم والثوابت الراسخة في المجتمع القطري، وأن تستهدف البرامج الانتخابية خدمة جميع شرائح المجتمع. إن العضو مطالب خلال مهامه التشريعية والرقابية في مجلس الشورى بالعمل الجاد من أجل تحقيق الحد الأقصى من برنامجه في تنسيق تام وتحت مجهر أهل دائرته، ومع اقتراب موعد الانتخابات يوم 2 أكتوبر 2021 يجب على جميع المرشحين تذكر أن وعد الحر دين.