07 أكتوبر 2025
تسجيليوافق يوم "السلام" العالمي ٢١ سبتمبر من كل عام، وقبل أن يكون له يوم في تاريخنا السنوي، لابد أن ننتبه أنه اسم من أعظم أسماء الله الحسنى، وهو مبدأ من المبادئ التي عمق الإسلام جذورها في نفوسنا كمسلمين، وأصبح السلام جزءاً من كياننا ننشره حيثما كنا، وهو -أي السلام- غاية الإسلام في الأرض والأصل في علاقة المسلمين بغيرهم، وهو تحيّتهم التي أوصاهم بها رسول المحبة والسلام عليه الصلاة والسلام "أوَلَا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم". إن تعزيز التعايش السلمي وإشاعة التراحم بين الناس ونبذ العنف والتطرف بكل صوره ومظاهره وإقامة العدل والإنصاف ودفع الظلم عن الناس؛ كلها مظاهر من مظاهر الإسلام، والأديان السماوية كافة دعت إلى تحقيقها؛ باعتبارها ضرورة لكل مناحي الحياة البشرية ابتداءً من الفرد وانتهاءً بالعالم أجمع، فبزرع السلام يتأسس ويتطور المجتمع وتُبنى حضارته وتُحفظ إنسانيته. ولا شك أننا ندرك جميعاً ونحن نلفظ كلمة "السلام" أنها مرتبطة بالسلم والاستقرار والمحبة، وتقصي الكراهية والتهاجر والشحناء وترتقي بالفرد إلى حالة سامية من التصالح مع الذات والانسجام مع الآخرين؛ لأن السلام ضد الحرب والعنف والرعب، وضد الاستعلاء والغرور والشرور، وهو نقيض الكراهية والحقد والغّل، لذا لابد أن نسعى لخلق سلام دائم سرمدي لحياتنا وحياة الأجيال من بعدنا، سلام مع الذات ومع الأفكار ومع المعتقدات ومع التنوع والاختلاف، سلام يرفع أفراده في مدارج العُلا الإنساني ويهذب أنفسهم ويزكيها لتصل إلى توازن داخلي يحقق لها الطمأنينة، وينير العقل بالتفكير السليم فيبتعد عن الشبهات ويتجرد من الملوثات الفكرية، ويعالج أمراض القلوب وآفاتها بفكر ومنطق الإقبال على الحياة، فيستبعد الكراهية ويستحضر روحاً مختلفة تعمل من أجل صناعة مستقبل مليء بالأمل والفرص الجادة نحو الرقي والتقدم والازدهار. ومن هنا نرى أن توفر السلام العالمي هو مطلب أساسي وحضاري لتقدم الشعوب وتطورها، والذي يؤثر على الفرد والجماعة بشكل إيجابي للعيش بحرية ورفع معنويات الإنسان، ليصبح قادراً على الإنتاج والإنجاز بالعمل والعطاء وممارسة الحياة الطبيعية بدون تهديد حياته ومصالحه، ونشر المحبة والتآلف والطمأنينة في أرجاء العالم كله، دُمتم بسلام وسعادة. كاتبة قطرية - مدربة تنمية بشرية وتطوير ذات مستشارة علاقات عامة واتصال almutawa_somaya@ [email protected]