16 سبتمبر 2025
تسجيلوكأننا ندور وسط دائرة تفرض علينا ذات الأحداث التي تبدو مألوفة جداً لا يدركها من الاختلاف أي شيء؛ لأن هذا الأخير لا يبحث إلا عن حظه في صفحة (ردود الأفعال) التي ومن الطبيعي أن يختلف محتواها، فلا يكون منا ما سبق له وأن كان، بمعنى أن ما عشناه بالأمس لا يستحق أن يكون منا اليوم، وما سيكون منا في هذا اليوم هو ودون شك ما لا يستحق أن يُفرض على الغد إلا ان تميز بما يجعله يستحق ذلك فعلاً، وفرض علينا ضرورة الالتزام بإعادة الكرة من جديد. إن ما نعيشه في هذا التوقيت من العام، ويشغل الكبار منا والصغار أيضاً هو (موضوع العودة إلى المدارس) وما يترتب عليه متى سار بخطوات مرتبة وغير مبعثرة حتى النهاية وكل ما ينتظرنا هناك، والحديث عن (مخرجات التعليم)، التي ستمد مجتمعنا بطاقات بشرية واعدة وواعية وقادرة على استلام مهمة القيادة ومتابعة كل ما سيصل بنا حيث نريد إن شاء الله، وهو ما لا ولن نختلف عليه أبداً، بل وعلى العكس تماماً يجدر بنا الاتفاق عليه، فالتفكير بغير ذلك سيضع من يُقبل عليه في خانة لا يُعقل أن يقبل بها أي أحد ومن عساه يفعل ويتمنى لنفسه التدمير لا التعمير؟ والآن لنرجع إلى الوراء قليلاً، وتحديداً عند (مخرجات التعليم) التي تُعد الهدف الأساسي لكامل العملية التعليمية، وتجمع العديد من الأطراف المعنية والمشاركة بالأمر، وتسعى وبكل ما تملكه من إمكانات إلى بث النجاح في كل الزوايا، فهي المهمة التي تلتزم بها في كل عام دون أن تختلف عليه، إلا من حيث ردود الأفعال التي ذكرت آنفاً أنها تحتاج إلى أن تكون مختلفة؛ كي نخرج بجديد لم يسبق لنا وأن أدركناه من قبل، ويمكننا الحصول عليه متى أدركنا التالي أيها الأحبة ألا وهو: ان العملية التعليمية تحتاج لتكاتف الأطراف المُشاركة فيها قولاً وفعلاً، وليس بشكلٍ ظاهري تنفض صفوفه متى انتهى طابور الصباح، وحلق كل طير إلى عشه، وهو ما يحدث وللأسف الشديد في بعض المدارس، التي يهمنا أن نُسلط الضوء عليها اليوم؛ لعظيم ما تتسبب به من وجع ينخر قوام المجتمع، ولن ندركه إلا بعد حين، وما أعنيه بذلك أنه ما سيُدرك بعد زمن سيتحول فيه المتلقي أي الطالب لمرسل أي مُعلم، سيعتمد في حياته العملية على بعض ما قد ورثه من النماذج السابقة التي ظهرت في حياته العلمية من قبل، واستندت في التقدم الذي حققته (ويبدو دون ملامح تستحق الذكر) إلى مبدأ (الغاية تُبرر الوسيلة)؛ لتمنح ذاتها كامل الحق لفعل كل ما قد سبق لها وأن فعلته، وبلغ ذاك الطالب الذي احتفظ به لزمن ستتبدل فيه الأدوار وسيصل كرسي الإدارة إليه؛ ليفعل كل ما يراه مُمكنا كما فعل من سبقه تماماً، وكان بسبب التنافس الذي بدأ شريفاً ولكنه انسلخ عن الشرف بعد أن دفعه نحو ذلك الطمع، (نعم) طمعه للحصول على مكانة أكبر، أو امتيازات أكثر أو أي شيء آخر لا يُبرر التفريط بالمهمة الأساسية ألا وهي إنجاح العملية التعليمية من أجل الفوز بأفضل مخرجات التعليم. وماذا بعد؟ هناك من يسعى نحو تقديم أفضل ما لديه؛ لينصب وفي نهاية المطاف في القالب الأساسي الذي يترقب تحقيق الهدف وبكل شوق، وهناك من يسلك ذات المسار غير أن الغيرة التي تشتعل في داخله تجعله يرتكب العديد من الحماقات التي لا تشغله وحده ولكنها تتعهد بفعل ما هو أكثر من ذلك؛ لينشغل الجميع به وبتلك المعارك التي ستدور بين تلك الأطراف حتى؛ لينشغل الجاد والمستهتر عن مخرجات التعليم، وتُدرك المصيبة قبل خط النهاية بدقائق لن تكون كافية لإصلاح ما قد أفسده الدهر، ليقبل من سيقبل بالنهايات السريعة ذات التغليف الرديء المطلوب في حينه؛ كي تمضي الأمور على خير، على أمل أن تتحسن في العام اللاحق، الذي لن يخلو من ذات الأخطاء حتى نتعلم الصواب من الخطأ منذ البداية المطلقة، ونُقرر بأن نتمسك بما هو حق دون أن نتخلى عنه، فهل وصلت الرسالة؟ من همسات الزاويةمن الجيد أن تبدأ عامك بقلب نظيف يمسح ما كان من العام الماضي، ولا يركز إلا على ما يحتاج إليه هذا العام منك، ألا وهو إعطاء أفضل ما لديك لطلاب العلم ممن ستسهم بصقل شخصياتهم من خلال كل ما ستغرسه فيهم، وسيظهر على السطح مستقبلاً؛ ليُنسب إليك، وعليه لا تنشغل بعداوات ماضية، وتُضيع وقتك بكل ما لا يستحق منك ذلك، ولكن ركز على الحاضر واستحضر كل ما تملكه من أهداف سامية تريد التركيز عليها؛ كي تفعل وتخرج بما سيسرك وإن كان ذلك بعد حين. وأخيراً كل عام ونحن بخير.