28 أكتوبر 2025
تسجيلالخبر الأكثر طرافة في الأيام الماضية، تناول نقل تصريحات من قيادات محسوبة على تنظيم القاعدة، تحذر فيه وبشدة من الخطر الذي يشكله تنظيم "داعش" على الإسلام والمسلمين؟! أما الخبر الأكثر قسوة، فهو الكشف عن جماعة متشددة تكفيرية جديدة، قد تكون أشد خطراً من "داعش"! مفتي عام المملكة العربية السعودية وصف تنظيم "داعش" بأنهم خوارج هذا العصر، يقومون بقتل الأبرياء، ولا يفهمون إلاّ سفك الدماء، وهم فرقة سيئة جاءت للتخريب والتدمير، وقطّاع طرق ضالون، والحديث عنهم، وكشف ضلالهم وانحرافهم للناس أمر لابد منه، ويجب كشف حقيقتهم وتبيينها للناس، كي لا يغتروا بهم، ولا بمسمّياتهم". وإذا كان هذا وصف الحال الحاضر مع جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش؟!" فكيف سيكون شكل المستقبل مع ظهور تنظيم أكثر تشدداً وتطرفاً وقتلاً؟!السؤال الذي يظل عائماً بلا إجابة مقنعة ـ بما فيها الاتكال على نظرية المؤامرة ـ هو كيف استطاع تنظيم لا يملك سوى بضعة آلاف مقاتل، أن يتمدد على الأرض بهذه السهولة، ويجتاح، من دون مقاومة، مساحات شاسعة من الأراضي العراقية، ويواصل امتداده إلى مساحاتٍ أخرى في سورية، ويحاصر مدناً كردية على الحدود مع تركيا، ويسيطر على أكثر من ستين قرية، ويقوم بتهجير ما يقارب أكثر من 100 ألف لاجئ، خلال أيام معدودة. وحسب ما سربته وزارة الدفاع الأمريكية، فإن تكلفة الحرب على "داعش" تبلغ يومياً نحو نحو 5.7 مليون دولار، منذ بداية العمليات الجوية في العراق، وقد يصل الإنفاق إلى أكثر من 60 مليار دولار في 3 سنوات القادمة.كيف تتم مواجهة الإرهاب؟ هل يتم القضاء على الأفكار، أو محاربة التنظيم الذي يجسد الأفكار على أرض الواقع؟ الفيلسوف جون لوك يذكر في عبارته الشهيرة أنه "حين تنتهي سلطة الطغيان تبدأ سلطة القانون"، وبدون انتهاء سلطة الطغيان الديني والسياسي والاجتماعي والبشري، وبناء مجتمع مدني يشيع ثقافة الحوار، ويؤمن بمبدأ الاعتدال والوسطية ليواجه فيه العنف الفساد والتشدد والتزمت واحترام سلطة القانون طوعاً، فلن يتوقف العالم العربي والإسلامي عن إنتاج ثقافة التطرف والإرهاب من "داعش"، والقاعدة، والنصرة، وبوكو حرام، وجماعةِ أبو سياف، والحوثيين، وعصائب الحق، وسوات وغيرها إلى قيام الساعة؟!.