16 سبتمبر 2025
تسجيلقد تختلف الأسباب التي تؤدي إلى تأخر بعض الطلبة عن الالتحاق بركب (الدراسة)، التي انطلقت منذ مدة ليست بالهينة ولا يمكن بأن تُحسب كذلك؛ لأنها قد خلفت فيهم تعاسة لا تُوصف؛ لتخلفهم عن تلقي ما قد حصده أقرانهم خلال تلك الفترة الماضية، التي ستُحسب عليهم، وإن لم يشغلوها بما يمكن بأن يخرجوا به بفائدة تُذكر، وهو ما يجبرنا على أن لا نختلف على حقيقة الوضع الذي يعانون منه ويغلبه انهيار نفسي، سنقف على رأسه هذا اليوم، فهو ما لا يمكن بأن يمر علينا مرور الكرام دون أن نُعلق عليه، بعد أن تعلق حول رقبة الموقف؛ ليخنقه وذلك؛ كي نخرج بما ندركه ولا نريده لهم دون شك، خاصة وأن منهم من لا يملك الآلية التي يستطيع بها استثمار وقته بخير سيعود بنفعه عليه قبل غيره، فهو من يُضيع وقته؛ ليضيع معه وسط كومة من الأحلام لم تخرج من بيضة الأحلام بعد، ولكنها جذبته إليها، وأجبرته على التمسك بها وكأنها من ستنصفه، في حين أن توظيف طاقاته وقدراته العقلية سيكون الأفضل بالنسبة له إن أدرك ما له وما عليه، أي كل ما يمكن بأن يحققه خلال هذه الفترة التي لا يمكن بأن نعتبرها ممتدة من إجازة الصيف، ولكنها مرحلة حاسمة وإن كانت محدودة، ستحسم طبيعة العام الدراسي الذي سيلتحق به الطالب فيما بعد، حين يحين ذاك الحين، الذي وحتى يكون له فهو بحاجة لتوجيه حقيقي يأخذه نحو الهدف المرجو من وجوده، والذي لا يعتمد عليه فقط؛ ليتحمل كامل المسؤولية وحده، ولكن على كل مسؤول عنه (مسؤول) يدرك ماهية التوجيه المطلوب حالياً؟ ونوعيته التي يمكن بأن يتضاعف معها عطاء الطالب، وإن لم يكن ذلك داخل نطاق العملية التعليمية وما يمكن بأن يحصده هناك، فكل ما يهم هو توجيه طاقته نحو كل مفيد يمكن بأن يضيف له الكثير وخلال فترة زمنية قصيرة، ستُكلل بنهاية سعيدة وهي انضمامه لعام دراسي جديد سيكون كنقطة بداية ينطلق منها مستقبله الباهر الذي لن يكون كذلك حتى يسمح هو بذلك، بل وحتى يسعى إليه. لاشك بأنك ستجد ومن بين كل معارفك طالبا يعاني وبفضل سبب مختلف من عدم التحاقه بالدراسة، وهو ما سيجعله يعاني من تسرب وقته من أمامه ودون أن يتمكن من فعل أي شيء، والحق أن هذا الشعور بالعجز سينتقل منه حتى يصل إلى أقرب الناس إليه، ممن يعذبهم تأخره الدراسي، الذي تتعطل معه حياة الطالب نفسه قبل غيره، فيُصاب وبسبب ذلك بكثير من الإحباط، الذي يؤلمنا حين نرى ضحاياه من الكبار فكيف هو الوضع وإن كانوا من الصغار؟ أي هؤلاء الذين لا زالوا يحملون الكثير من الأحلام الوردية، ويتمتعون بتفاؤل، نخشى بأن يتقلص ما لم نتابعهم ونحل الموضوع بشكل يضمن للجميع السلامة، وذلك بتخصيص وقتنا؛ كي نفكر، إذ لا ضرر من التفكير والتخطيط، ولكن التنكر للموقف، والبقاء بعيداً عن جو الالتزامات هو الضرر بعينه، فكل مصيبة ستجر من بعدها ألف مصيبة، قد تبدأ صغيرة ولكن سرعان ما ستكبر؛ لذا جنب نفسك كل هذا، وفكر بما يمكن بأن تقدمه؛ كي تستثمر وقته (أي الطالب الذي يعنيك) بمفيد سيشكرك عليه لاحقاً، وستحصده حين ينجح في حياته إن شاء الله، دون أن تتركه؛ لينشغل بعالمه الصغير، الذي قد تحسبه أكثر أماناً له، في حين أنه ليس كذلك، فما سيتمكن من ابتلاعه لن يكون بحجم ما يشعر به فعلاً، فهو ما سيقرصه؛ ليتراقص معه خلف ألمه الحقيقي، الذي يشتعل في قلبه الصغير؛ لأنه وبكل بساطة يعاني من تأخره الدراسي، الذي سيجفف قدرته على العطاء ولفترة من الزمن نسأل الله بأن تمضي بسرعة دون أن يدرك من الخسائر أي شيء. التعليم حق الجميع، ولكل طالب فرصته منه؛ لذا تذكر بأن الوقت وإن تأخر إلا أنه لم يرحل بعد، وما فات لاشك سيُعوض، وكل ما عليك فعله، هو التشبث بهذا الحق، الذي سيعود إليك بإذن الله تعالى، وحتى تفكر بطريقة تُمكنك من الخروج من هذا المأزق، فما عليك إلا وأن تفكر بما يمكنك تقديمه وبشكل جدي، وكن على ثقة بأنك ستصل إن شاء الله، وحتى حين فليوفق الله الجميع، وليرحمك الله يا أبي.