11 سبتمبر 2025

تسجيل

حول العمل الخيري

24 سبتمبر 2011

لا يختلف معي أحد في أن العمل الخيري من أَجلَّ الأعمال التي يُثاب عليها الإنسان في حياته قبل مماته.. وتحمل مسؤولية العمل في المنظمات الخيرية يتطلب أُناسا مشهود لهم بالصدق والأمانة والتُقى والعفاف وعدم إساءة استخدام نظام والقائمين عليها والذي يُستغل من بعض ضعفاء النفوس في ملء الجيوب والكروش؟؟ مع العلم أن الكثيرين يقومون بهذا العمل الجليل بدون مقابل لوجه الله سبحانه وتعالى يرجون منه فقط الثواب والأجر وما أكثرهم في هذا الوطن.. ومنذ فترة قرأت عن حجم الثروة التي يملكها بعض الأثرياء في قطر وكان الرقم في الحقيقة قليلا جداً، فهذه الثروة التي تم الإفصاح عن حجمها ربما تملكها عائلة أو عائلتان بينما الرقم الحقيقي كبير جداً!! ولو دُفع بزكاة هذه الأموال وصدقاتها للجهات الخيرية لكي تُعينها على هذه الطلبات الكثيرة التي تَرد إليها من الفقراء والمساكين أو ممن لديهم ظروف اقتصادية صعبة أو ممن ألمت بهم الكُرب الدنيوية لعانتهم على تأدية هذه الرسالة النبيلة، وطالبت أكثر من مرة عبر هذا المنبر بضرورة إلزام الشركات وخاصة الكبيرة منها بدفع جزء من أرباحها أو من مشاريعها للجهات الخيرية المحلية وضرورة إرفاق وصل تسديد الزكاة مع الأوراق الرسمية في حالة تجديد السجل التجاري ولا يُجدد إلا في حالة التسديد، فمنها نؤمن دخلا لهذه المنظمات الخيرية ومنها تَحل البركة على هذه الشركات وأصحابها والذين قد يكون من بينهم مريض ويكون شفاؤه بفضل الله أولاً وبما قدمت يداه أو تدفع عنه من البلاء ما هو قادم أو تُدخر له في يوم عصيب.. أما بخصوص الدولة والتي تملك ما الله به عليم من الثروات والتي خيرها يتطاير كالشرار إلى جميع الجهات والذي ملأ أصقاع الأرض وهي لا شك تقدم الدعم لهذه الجهات ولكن؟؟ هل هذا الدعم كاف نسبةً لهذه الثروة الكبيرة وهل هذا الدعم يغني هذه الجهات عن البحث عن الدعم في مختلف الأماكن؟؟بل البعض يتسول المساعدات وخصوصاَ في هذا الزمن الذي يجهل الكثيرون حكمة الزكاة أو الصدقات أضف إلى ذلك البخل الشديد الذي ينتشر هذه الأيام بين الناس بل قد يكون سمة لبعض العائلات تُعرف بها ويتعللون بالخوف من المستقبل الذي لا يعلم به إلا الله!! والرسول يقول ما نقص مال من صدقة، وأنا أطالب الدولة بان تكون هناك ميزانية سنوية للجهات الخيرية وخاصة للعمل الخيري الداخلي.. وآخر الكلام عندما ينفق الإنسان في سبيل الله ويكون كريما فإن الله أكرم الأكرمين لا بد أن يعطيه خيراً مما أنفق فعطاؤه غير محدود وعندما يزكي الإنسان فهذه الأموال أموال رب العباد فرغماً عن أنفه يزكيها بطيب خاطر أو سوف يدفع فاتورة تأخيرها أو الامتناع عن دفعها يوم القيامة والذي لا شك بأنها سوف تكون مكلفة جداً وباهظة الثمن والذي سوف يعض أصابعه ندماً وحسرة على ذلك. [email protected]