24 سبتمبر 2025
تسجيلجاءت التدخلات القطرية الإنسانية العاجلة التي تقوم بها الدوحة على مستويات عدة في أفغانستان ترجمة لحرص دولة قطر المتواصل على مساندة الشعب الأفغاني الشقيق وحمايته إزاء المحنة الشديدة التي يمر بها، وفوق ذلك تجيء تلك الفزعة انطلاقا من قيم قطرية أصيلة عهدها العالم كله من الشعب القطري، فضلا عن الشعوب الإسلامية الشقيقة التي ابتُلِيت بالقلاقل والتوترات التي يدفع ثمنها المدنيون عادة. ويبقى تأمين المدنيين في أفغانستان وسلامتهم هدفاً أصيلا لدولة قطر وعنوانا لتحركاتها الدبلوماسية والتي تدعمها القوات الجوية من خلال عمليات الإجلاء التي تقوم بها والتي نقلت بموجبها الدوحة آلاف المدنيين ستقوم بتأمين إقامتهم مؤقتا في الدوحة قبل عبورهم إلى دولهم أو إلى أماكن أخرى. وتسابق الدبلوماسية القطرية الزمن للحيلولة دون تأزم المشهد الأفغاني ببلوغ المرحلة الزمنية المقررة سلفا لخروج القوات الأمريكية من أفغانستان قبل الحادي والثلاثين من أغسطس الجاري، وهو ما يستدعي اتصالات مكثفة تجريها الدوحة على كافة المستويات لضمان انتقال سلمي للسلطة في أفغانستان من جهة وتأمين المدنيين، سواء من الشعب الأفغاني أو مواطني الدول الأخرى المقيمين في أفغانستان، فضلا عن محاولات تحقيق المصالحة الأفغانية بين مختلف الأطراف في وقت تتصاعد فيه التوترات بين حركة طالبان ومكونات أخرى في المشهد الأفغاني المعقد. ويظل البعد الإنساني هو البوصلة التي تنطلق منها دولة قطر في تدخلاتها في أفغانستان، وكما أكد سعادة الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية، فإن دولة قطر ستبقى ذلك الوسيط المحايد طوال هذه العملية، وتحافظ على الاتصال مع جميع الأطراف لدعم مختلف المواطنين الأجانب الذين يعيشون في أفغانستان.