ثوابت قطر الراسخة

جاء تحذير قطر أمس من استمرار تفاقم الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، وتواصل الاعتداءات  الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني الأعزل، بمثابة جرس إنذار للمجتمع الدولي بسبب ما هو واقع من ظلم وانتهاكات بحق الفلسطينيين في القطاع. الدوحة وهي تتخذ هذا الموقف الأصيل تستند إلى ثوابتها الأخلاقية في التعامل مع القضايا العربية والإسلامية من جانب، وتستند إلى القوانين والأعراف الدولية من جانب آخر، خاصة وأن الشعب الفلسطيني يطالب بحقوقه الوطنية المشروعة مثل وقف الاعتداءات البربرية التي يمارسها الكيان الإسرائيلي، ورفع الحصار الجائر المفروض على قطاع غزة. إن صمت المجتمع الدولي أمام تلك الأوضاع المشينة ربما يدفع إلى تفجر الوضع في القطاع، ولذلك كان من الأهمية بمكان أن تناشد الدوحة القوى الدولية حتى يتم وضع حد لهذه الكارثة الإنسانية.  ويعكس بيان وزارة الخارجية موقف قطر الثابت من حقوق الشعب الفلسطيني التاريخية في دولة مستقلة تكون عاصمتها القدس الشريف وحق اللاجئين في العودة إلى مناطقهم، بما يتوافق مع القوانين الدولية وقرارات الأمم المتحدة المتعلقة بالقضية الفلسطينية. وكما هو معلوم للقاصي والداني، فإن الدوحة لا تدخر جهدا في العمل على رفع الحصار الجائر المفروض على غزة، علاوة على مساهماتها الفعالة والمباشرة لإعادة الإعمار في القطاع من خلال المؤسسات الدولية المختلفة، بما يهدف لرفع الظلم عن أبناء الشعب الفلسطيني والوقوف إلى جانبه، وتلك الغاية الإنسانية تقتضي التواصل مع جميع الأطراف، مع التأكيد الدائم على حقوق الفلسطينيين التاريخية التي لا يمكن التنازل عنها بأي حال من الأحوال.