15 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); إن الهندوسية تعتبر عند مريديها واحدة من الديانات القديمة، إذ يؤمن الهندوس بملايين الآلهة وتوجد لدى الهندوس تشكيلة واسعة من المعتقدات الأساسية ولهم طوائف مختلفة، ورغم أن عدد أتباعها يصل إلى مليار إلا أنها تتركز في الهند ونيبال. يطلق عليها أيضاً اسم "البرهمية" وهي ديانة وثنية، ولا يوجد للهندوس مؤسس معين، ولا يعرف لمعظم كتبها مؤلفون معينون، عندما تطلع على كتبهم فإنك تجد أنها عسيرة الفهم، غريبة اللغة، يقولون بأن لكل طبيعة نافعة أو ضارة إلهاً يُعبد، ويلقى الهندوس على تقديس البقرة وأنواع من الزواحف كالأفاعي وأنواع من الحيوان كالقردة ولكن تتمتع البقرة من بينها جميعاً بقداسة تعلو على أي قداسة، ولها تماثيل في المعابد والمنازل والميادين. علاقتهم بالمسلمين، وما هي طبيعة هذه العلاقة؟ تعود العلاقة بين المسلمين والهندوس إلى جذور تاريخية ارتبطت بدخول الإسلام إلى شبه القارة الهندية، فلقد سيطر المسلمون على معظم أجزاء المنطقة ودخل الهندوس في الإسلام أفواجاً، ولاشك أن دخول مجموعة من الهندوس واعتناق الملايين منهم للإسلام أثناء فترة حكم المسلمين قد ترك شعوراً بالمرارة وخيبة الأمل لدى كثيرين من الهندوس بسبب التحدي الكبير الذي واجههم من الإسلام. إن صور الانقسامات في الهند تتضمن الكثير من المصادمات الدموية، خاصة بين المسلمين والهندوس، بوصفهما أكبر طائفتين دينيتين في الهند. لكن يعتبر الحدث الأبرز والأكثر تأثيراً على علاقة المسلمين والهندوس هو قيام مجموعة متطرفة من الهندوس بهدم مسجد "بابري" في 6 ديسمبر عام 1992م، على مسمع ومرأى من الحكومة الهندية والعالم، فقد تحولت عملية الهدم إلى مصادمات عنيفة، وقد اعتبر هدم المسجد من جمع العلماء والمثقفين المسلمين في العالم أنه "جريمة عظمى" وإساءة بالغة للإسلام والمسلمين ومقدساتهم. مما لا شك فيه أنه حدث جلل على المسلمين وليس بالأمر الهين، خصوصاً أن موقف الحكومة الهندية اتسم بقدر كبير من الضعف والتهاون والتواطؤ مع الهندوس على حساب المسلمين، ولقد قامت الحكومة الهندية بإطلاق الوعود للمسلمين بإعادة بناء المسجد ولكنها تقاعست، ولم تنفذ أيًّا منها، فقد كشف رئيس الوزراء السابق "ايتال بيهاري" عن موقفه من قضية المسجد البابري عندما قال في أواخر عام 2000: إن بناء المعبد الهندوسي مكان المسجد البابري يأتي "تعبيراً عن الأماني القديمة". اليوم ونحن كمسلمين مقابل ما تم للمسلمين من قبل الهندوس وبدل أن نمد يد العون لهم، ونحاول أن نسترجع بعض حقوقهم، ونفاوض دولهم على هذه الحقوق مقابل أن نقدم خدمات لهذه الحكومات، في الحقيقة ليس هناك ما يجبر دولنا على اتخاذ مثل هذه الخطوة، حيث ليس هناك تضييق على هذه الجاليات في ممارسة شعائرها، القضية تحكمها ضوابط شرعية، وإلا نحن مع عدم التضييق على من أراد أن يتعبد بطريقته، ولكن ليس على حساب عقيدتنا وديننا، والوقوف معهم لنشر معتقدهم الشركي الوثني من خلال الموافقة على بناء معابد لهم. في الختام الحديث يطول في هذه المسألة، لكن يجب أن نبرأ إلى الله من هذه التصرفات، فإذا أخذنا من باب أنهم تركوا لنا كمسلمين بناء مساجد، فهذا مردود عليه، لكن إذا جارينا مدعي هذه الدعوة، فغداً يقول لك إن الدعوة الإسلامية متاحة في بلادنا، فالمعاملة بالمثل، اتركوا لنا الدعوة للوثنية والشركيات في بلادكم، لذلك فدرء مفسدة مقدم على جلب مصلحة.