18 سبتمبر 2025
تسجيللم يكن موقف دولة قطر ملتبسا في أي وقت إزاء أي قضية في المنطقة، ذلك ان السياسة الخارجية للدولة التي يرعاها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أشد ما تكون وضوحا بفضل استنادها الى إيمان راسخ بالعدالة وحقوق الإنسان والكرامة الإنسانية ومناصرة تطلعات الشعوب وقضاياها العادلة.ان دولة قطر، بفضل السياسة الحكيمة لقيادتها، التي تهدف إلى بذل كل ما في وسعها لتحقيق السلام والعدالة في المنطقة، أبعد ما تكون عن الجماعات المتطرفة، بل هي ترفض رؤى هذه الجماعات وممارساتها وافعالها الاجرامية، التي تتعارض مع مبادئ الدين الإسلامي السمحة ومع القيم الإنسانية والقوانين والأعراف الدولية، وتهدد السلام والأمن في المنطقة.لقد ظلت دولة قطر على الدوام، بسبب موضوعيتها وعدم تحيزها، مقصدا لكل الأطراف المتنازعة للتوسط بينها وتوفير منابر للحوار بينها، وفي هذا الجانب أمثلة ونماذج اوضح من ان تذكر، فقد ساعدت ولا تزال بجهد محمود في العمل مع الاطراف ذات الصلة لوقف العدوان الجاري على غزة، كما كان لها القدح الأكبر في رأب الصدع بين الفرقاء اللبنانيين، وفي توحيد الصف الفلسطيني، وفي التوسط في قضية دارفور وجيبوتي وارتريا وغيرها من النزاعات الشائكة، وكذلك ساهمت بشكل بارز في اطلاق سراح رهائن ومخطوفين، الامر الذي جعلها دولة رائدة في تعزيز السلام والاستقرار في المنطقة.ان الدعوة التي اطلقتها دولة قطر لحشد تحرك جماعي لانهاء العنف في العراق وسوريا، تأتي متسقة مع سياستها الثابتة إزاء دعم كل الجهود المؤدية للاستقرار في المنطقة، وها هي قطر تشارك اليوم في اجتماع لوزراء خارجية خمس دول عربية في السعودية، لمناقشة سبل التوصل الى حل سياسي للازمة السورية يسمح بتحقيق طموحات الشعب السوري وتطلعاته المشروعة، ويوفر في الوقت نفسه الظروف المناسبة لمكافحة الإرهاب الذي بات ظاهرة تهدد الأمن الإقليمي على نحو غير مسبوق، بعد تنامي وجود تنظيم "داعش" بالعراق وسوريا.