15 سبتمبر 2025
تسجيلها هو الدوري قد انطلقَ تُرافقُ انطلاقتَـهُ آمالُ الجماهيرِ في تحقيقِ نتائجَ، وتقديمِ مستوياتٍ تُثبتُ جدارةَ أنديتِـها التي حلَّتْ في قمةِ ترتيبِ الـموسمِ الـماضي، أو تُـرَمِّـمُ قلاعَ أنديةٍ أخرى ملأتها صدوعُ هبوطِ الـمستويات الفنيةِ، وشروخُ الأداءِ الإداريِّ الـمُهَـلْـهَلِ، أو تؤكِّـدُ قدراتِ أنديةٍ على الـمنافسةِ واكتسابِ الـمهاراتِ التي تُتيحُ لها إثباتَ وجودِها في الدرجةِ الأولى، من السابقِ لأوانِـهِ توجيهُ رسائل لإداراتِ الأنديةِ بشأنِ الإعدادِ الفنيِّ والنفسيِّ لفِـرَقِـها، و لكن من الواجبِ علينا الـمطالبَـةَ بأمورٍ كثيرةٍ لابد من الالتزامِ بتحقيقِـها خلالَ الـموسمِ الحالي لترسيخِ نَهجٍ رياضيٍّ مَسلكيِّ يُبَـيِّـنُ الوجهَ الحضاريَّ لبلادِنا وإنسانِـها، ويرسمُ ملامحَ ما ينبغي أنْ تكونَ عليه الـمنافساتُ خلال الثماني سنواتٍ التي تفصلُنا عن مونديالِ 2022 م، وسأناقشُها في النقاطِ التاليةِ : (1) نطالبُ إداراتِ الأنديةِ بالتواصلِ مع الجماهيرِ طوالَ الـموسمِ، عبر وسائلِ الإعلام ومواقعِ التواصل الاجتماعي، وأن تلتزمَ بلغةِ موضوعيةٍ في أطروحاتِها تستجيبُ لآمالِ الجماهيرِ وتحترمُ مطالبَها، فالأندية ليستْ إداراتٍ وفِـرَقاً ومباني فقط، وإنما لها وجودٌ حيٌّ في الـمجتمعِ يجبُ تقديرُهُ والعملُ على تَنميتِـهِ. (2) نُطالبُ لجنةَ الانضباطِ باتحادِ القدمِ أنْ تُمارسَ دورَها بحزمٍ وجديةٍ وحِـرْصٍ على روحِ اللوائحِ والقوانينِ الـمُنظِّـمةِ لها، منذ اليومِ الأول في الدوري، وألَّا تتأثَّـرَ بالحملاتِ الإعلاميةِ التي قد يشنُّها ضدَّها بعضُ الإداريين واللاعبين الذين تَطالُهم محاسباتُها، فاللجنةُ تُمثلُ الاتحاد وهي جزءٌ من آليةٍ عامةٍ تهدفُ للارتقاءِ بكرةِ القدمِ سلوكياً وحضارياً. (3) نُطالبُ الصحافةَ الرياضيةَ بالاستمرارِ في ممارسةِ الديمقراطيةِ من خلالِ الانتقادِ البَنَّاءِ، وتسليطِ الضوءِ على مواضعِ الخللِ دون تمييزٍ، وأنْ تُتاحَ الفرصةُ لجميعِ الآراء في الطَّرحِ. (4) نُطالبُ برنامجَ الـمجلسِ بالتخلُّـصِ من الصورةِ النَّمطيةِ له كبرنامجٍ يقومُ على النقاشِ الحادِّ والتصرفاتِ الـمُستَهجنةِ لبعضِ الـمشاركين الدائمين فيه، ونتمنى الاستفادةَ من حضورِ محللين وشخصياتٍ رياضية من قطر ودولِ مجلسِ التعاونِ ،في البرنامج، لترسيخِ روحِ الحوارِ الـمُتَمَدِّنِ الهادئ الهادفِ لإثراءِ الشارعِ الرياضيِّ بفِـكرٍ ورؤًى وقدراتٍ على التحليلِ وقراءةِ الحَـدَثِ من جوانبَ عِـدَّةٍ . (5) نتمنى على جماهيرِنا الرياضيةِ مؤازرةَ أنديتِـها بالحضورِ إلى الـملاعبِ، وباستخدامِ وسائلِ الإعلامِ والتواصلِ الاجتماعيِّ للضغطِ نحو تغييرِ الـمسارِ الذي تتبعُه الإداراتُ، ويقودُ إلى إعادةِ مسلسلاتِ الإخفاقاتِ وتآكُلِ شعبيةِ بعضِ الأنديةِ، كما حدثَ في الـموسمِ الـماضي . كلمةٌ أخيرةٌ:الدوري، ليس مجرد منافساتٍ تهدفُ للفوزِ، وإنما هو اللوحةُ الحقيقيةُ التي تُرسمُ عليها صورةُ مجتمعِنا الحيِّ وإنسانِـنا الـمُتحضِّـرِ، وهو إحدى النوافذ التي يرانا العالمُ من خلالها .