15 سبتمبر 2025

تسجيل

عندما يصبح ابن العاص أحد الأربعة المبشرين بالجنة!

24 أغسطس 2013

المشكلة التي يحاول الكثيرون القفز عليها لا تكمن في الرئيس الـمُنْـتَـخَـب محمد مرسي ولا في الإخوان المسلمين، وإنما في قبول مَن يَدَّعون الدفاع عن الديمقراطية بالآليات الديمقراطية للتغيير. فقد لجأوا إلى إثارة الشارع منذ اليوم الأول لتولِّي الدكتور مرسي رئاسة الجمهورية، فعطلوا مفاصل الدولة، ونشروا الفوضى وعدم احترام النظام السياسي، وهددوا الأمن المجتمعي. ورغم ذلك، كان التعامل معهم باللغة الديمقراطية، ولم يتم قمعهم أو الإساءة إليهم. ثم قاموا بالاستقواء بالجيش فأخرجوه من كونه مؤسسة لا شأن لها بالسياسة ليصبح هو الدولة وهو الذي يُسَـيِّـرهُم هُم أنفسهم. وبعد الانقلاب العسكري؛ لم يحتمل مُدَّعو الديمقراطية والمتباكون على الحريات، أن يمارس سواهم ما مارسوه هم، فصار التظاهر السلمي جريمة، وصارت الدعوات لفضِّ الاعتصامات تتعالى، فخرج صَـبَّاحي ليصف للعسكر كيف يفضون الاعتصامات السلمية، وخرج علينا مصطفى بكري الذي كنا ننتظر إطلالاته علينا بحب وتقدير ليدعو لذلك مُهَـوِّناً من الثمن البشري، وفعل ذلك كثيرون سواه. والأغرب، أنَّ مَن ثقافتهم صفرية كما هو حال بعض الممثلين والممثلات صاروا مُنَـظِّـرين سياسيين ثوريين يُسْـتَـخدمُون للتحريض ضد المعتصمين السلميين. حتى إنَّ ممثلة معروفةً قالت، وهي تدعو لفض الاعتصامات بالقوة، إنَّ مصر فتحها عمرو بن العاص أحد الأربعة المبشرين بالجنة!. ثم انتقلت الحملة إلى جانب آخر بهدف إيجاد عدوٍّ خارجيٍّ يُلهي الشعب عن الانقلاب ونتائجه السياسية والمجتمعية، فاتجه الإعلام ليقود حملة عنيفة ضد اللاجئين السوريين لحد الدعوة لقتلهم وإحراق مساكنهم في مصر، كما دعى أحد الإعلاميين المعروفين باللزوجة الوطنية العنصرية التي لا تقوم على أسس صحيحة. ولكن ذلك لم يكن كافياً، فكان (العدو الفلسطيني) هو الهدف التالي، إذ صار التخابر بين رئيس الجمهورية وحركة حماس تهمةً، وانطلقت حملة أعنف ضد الفلسطينيين. وبالطبع، فإنَّ الحملتين استندتا إلى مفاهيم عنصرية لا يقبل بها إنسانٌ رشيدٌ فيه حِسٌّ إنساني ناهيك عن قبول الإنسان المسلم بها. إنَّ من حقِّ كلِّ مواطن عربي أن يقول رأيه بصراحة ولا حقَّ لأحد في منعه من ذلك بحجة التدخل في الشؤون الداخلية. ولذلك لا تعنينا تلك الحملات المأجورة مدفوعة الثمن التي تشنها جهات من الإعلاميين والسياسيين المصريين الذين يتلونون كالحرباء في كل العهود، ضد أشقاء عرب وقفوا مع مصر، الوطن والشعب، ولم يَدَّخروا وسعاً لدعم تطلعات المصريين. هذه الحملات التي طالت الدول والشعوب لن يكون لها تأثير على الشرفاء من القادة والمواطنين العرب الذين يؤمنون بأنَّهم يمدون أيديهم للشعب المصري العظيم الذي سيبقى ويسهم في قضايا أمته من خلال وجود مصر ودور مصر وثقل مصر.