اتفاق إسطنبول.. نافذة أمل

يفتح اتفاق إسطنبول بين روسيا الاتحادية وأوكرانيا، برعاية الأمم المتحدة والجمهورية التركية، لاستئناف صادرات الحبوب، وتسهيل عمليات التصدير من الموانئ الأوكرانية عبر البحر الأسود، يفتح الطريق للصادرات الغذائية التجارية من الموانئ الأوكرانية نحو الأسواق الدولية، ويشكل خطوة إلى الأمام في معالجة أزمة الغذاء التي تجتاح العالم هذه الايام. لقد اعتبرت دولة قطر التي رحبت في بيان أصدرته وزارة الخارجية باتفاق إسطنبول بين موسكو وكييف، خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح لمعالجة أزمة نقص المواد الغذائية في العالم. كما أعربت وزارة الخارجية عن تقدير دولة قطر الكامل لجهود الأمم المتحدة والجمهورية التركية ودورهما في التوصل إلى هذا الاتفاق. إن الدوحة ترى في اتفاق اسطنبول، نافذة أمل جديدة، قد تمهد لتسوية الأزمة الروسية الأوكرانية سلميا، إذ لطالما كررت دولة قطر من أعلى المستويات، ومنذ اليوم الاول للعملية العسكرية، الدعوات لجميع الأطراف إلى ضبط النفس، وضرورة ضمان سلامة المدنيين باعتبارها أولوية قصوى، وحل الخلاف عبر الحوار والطرق الدبلوماسية، وعدم اتخاذ ما من شأنه أن يؤدي إلى مزيد من التصعيد، كما جددت استعدادها للمساهمة في كل جهد دولي وإقليمي لإيجاد حل سلمي فوري للأزمة الروسية الأوكرانية. إن دعوة دولة قطر المتواصلة للحوار وتسوية الازمة بالطرق الدبلوماسية السلمية، تأتي انطلاقا من حرصها على ميثاق الأمم المتحدة والمبادئ الراسخة للقانون الدولي، بما فيها الالتزامات بموجب الميثاق بتسوية المنازعات الدولية بالوسائل السلمية، والامتناع عن التهديد باستخدام القوة أو استخدامها، والالتزام بسيادة واستقلال الدول وسلامتها الإقليمية ورفض وادانة كل ما يخالف ذلك. ولعل العالم يتطلع اليوم لكي يشكل اتفاق اسطنبول بابا للعودة للمزيد من الجهود الدبلوماسية الرامية لإيقاف الحرب والتسوية السلمية اللازمة، لوقف المعاناة ولتحقيق مصلحة الانسانية بأجمعها.