13 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); في ظل الأزمة التي صنعتها وتورطت بها دول حصار قطر، كان لابد من صوت للعقلانية والحكمة، ورغم كل الضرر الذي وقع على قطر والإساءات على المستوى الرسمي والشعبي لدول الحصار ضد قطر، إلا أن سمو الأمير تميم بن حمد آل ثاني دعا في خطابه إلى الحوار كأساس للحل بشرط عدم المساس بالسيادة، أمر قد لا تعيه دول الحصار التي تحاول التدخل في سيادة دولة قطر وتحاول فرض إملاءات وشروط غير منطقية لم يقتنع بها المجتمع الدولي، ولم يأخذها أحد على محمل الجد. فالمطالب التي نادت بها دول الحصار لا تمت بصلة لمواضيع الإرهاب وغيرها التي زعموها، فهي عبارة عن تجميع مواضيع عشوائية وسياسات تتماشى مع سياساتهم، ناسفين بذلك مبدأ سيادة الدولة واستقلاليتها. أشار سمو الأمير إلى موضوع الإرهاب، الذي حاولت دول الحصار أن تكسب تعاطف المجتمع الغربي من خلال اتهام قطر به، لكن بطبيعة الحال لم تستجب الدول الكبرى ذات المؤسسات المستقلة والتي تحترم مبدأ سيادة الدول، بالاتهامات الباطلة لدولة قطر. فحتى الإرهاب الذي يدعونه لا يوجد له تعريف موحد تتفق عليه دول العالم وهو ما يفسر عدم تعريف دول الحصار للإرهاب حتى الآن، فكل ما أثير من قبلهم هو خطاب إعلامي شعبوي للاستهلاك المحلي فقط، لا يرتقي حتى للنقاش في مؤسسات ودول تحترم العقل وتحترم سيادة الدولة، لذلك كل الاتهامات ضد قطر تدور في فلك إعلام دول الحصار والتابعين لهم. كان من اللافت في خطاب سمو الأمير، ما قاله حول "تقييم المرحلة التي نمر بها" وبالفعل فهذه الأزمة سوف تجعلنا نعيد النظر في أمور وجوانب شتى، أبرزها الجانب الاقتصادي من خلال الإنتاج المحلي وفتح السوق للمبادرات والاستثمار، كذلك فقد أشار سموه إلى حاجتنا إلى الإبداع، والتفكير المستقل، والتنمية البشرية، وهذا الأمر يتجلى في سياسة قطر التنموية والاقتصادية والتي ركزت عليها رؤية قطر 2030 التي تحث على الاقتصاد المعرفي "اقتصاد الوفرة" القائم على خصائص عدة مثل تطوير البحث العلمي وتطوير الموارد البشرية، لنقل المجتمع من الاقتصادي الريعي "اقتصاد الندرة" الذي يعني اعتماد الدولة على مصدر وحيد للدخل (الريع)، مثل عائدات النفط. إن خطاب سمو الأمير حفظه الله، هو خطاب انتصار، انتصار لسيادة قطر وثباتها على مبادئها، وانتصار أخلاقي أيضًا أبرز معالمه رفض قطر الزج بالمواطنين في الأزمات. الأمر المؤكد بأن خطاب سموه هو خطاب لمرحلة جديدة لدولة قطر مليئة بالتحديات والطموح.