10 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); انتصرت تركيا بإرادة شعبها الذي أثبت أن عريكته لا تلجمها الشكائم كيفما عالجها الصيقل، ومن هنا فقد كان ساح الضوء مستحقًا لها عنوةً واقتدارًا.. وعلى ما يبدو فقد حلت أحداث تركيا بردًا وسلامًا على المحكمة الجنائية الدولية أن أبعدت عنها الإضاءة الكاشفة ولو لحين، ومنحتها سانحة الركون للخفاء وهي تتدثر ببقايا رداءٍ متهتك أعيا فتقه الراتق، واستعصت بقعه السوداء على كل مساحيق التنظيف.. اهتبلت الجنائية السانحة لتلملم أشلاءها في أعقاب فضيحة رئيستها الأرجنتينية المولد سيلفيا أليخاندرا فيرنانديز دي غورمندي التي تلقت في حساباتها المصرفية الخاصة أموالا تربو على 17 مليون دولار أمريكي استُخدمت لجمع أدلة وهمية وإحضار شهود زور للإدلاء بشهاداتهم ضد الرئيس البشير وفق صحيفة (ذي لندن إيفنينغ بوست).. حلت الفضيحة الجديدة كسياقٍ موضوعي لتضيف جرحًا غائرًا على جسدٍ أوهته القروح.. ولعمر أبيك كأني بقيادات المحكمة وسدنتها وهم يرددون في أسى: فصرت إذا أصابتني سهامٌ تكسرت النصال على النصالأو قد يتمثلون من قال: ولو كان رمحًا واحدًا لاتقيته ولكنه رمحٌ وثانٍ وثالثُصحيح أن ظباء خراشٍ تكاثرت مبلغ أن تثلمت سهام الجنائية جراء تعاقب الإحن من كل صوب، وفيما كانت فتوى بن سودا تراهن على إفريقيا من حيث كونها القارة الأكثر عضوية بمحكمتها، عاجل الجهر الإفريقي القانونية الغامبية بأن الجنائية تتحرى الطرد وشيكًا من القارة السمراء.. وهنا يكفي أن دفوع مدعية الجنائية لم تنطل حتى على رئيس دولتها، حيث صرح الرئيس الغامبي يحى جامح لمجلة نيو آفريكان مقازين عبر حوارٍ مطولٍ في إصدارتها بتاريخ 24 أكتوبر 2013 قائلًا: (لقد حذرت زملائي بأننا يجب أن نكون في غاية الحذر تجاه القفز من عربة سيرك لأخرى، نحن نقفز في أيما سيارة عامة دون أن نعلم جهة القصد، وبعد ذلك عندما يتوقف السائق في الجحيم ويطالب الأفارقة بأن يترجلوا، حينها نبدأ التساؤل؛ لماذا نحن هنا؟.. لقد تقبلنا كلما صممه الغرب دون حتى استفهام أي جزئية).. ويمضي الرئيس الغامبي قائلًا:(ثم حلَّ علينا أمر توقيف الرئيس السوداني عمر البشير حيث مضى البعض في طريق القرار فيما عارض البعض أمر توقيف لرئيس إفريقي على سدة السلطة دون حتى استشارة الاتحاد الإفريقي.. من بمقدوره إصدار أمر توقيف ضد رئيس أو رئيس وزراء أوروبي دون إخطار الاتحاد الأوروبي؟.. تلك إذن إهانةٌ). وخلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر القمة الطارئ في أكتوبر العام 2013 اتهم رئيس الوزراء الإثيوبي هايلي ماريام ديسالين رئيس الاتحاد الإفريقي الجنائية الدولية جنبًا إلى جنب مع مجلس الأمن بازدواج المعايير والأحكام المنحازة، وأردف بالقول:(إن تلك النزعة هي مثيرة للقلق دون أدنى شك، كما أن المعاملة غير العادلة التي نتعرض لها بواسطة المحكمة الجنائية الدولية غير مقبولة كليا).وهو ذات السياق الذي التزمه وزير خارجية إثيوبيا تواضروس أدهانوم خلال الدورة الرابعة عشرة للجمعية العامة للدول الأعضاء وهو يحدث الحضور قائلًا:(لقد توصلنا لخلاصة مفادها أن المحكمة الجنائية الدولية التي دعمتها إفريقيا بشدة لم تعد محكمة تحاكم الجميع).وخلال قمة الاتحاد الإفريقي في كمبالا العام 2010، نقل عن الرئيس الملاوي الراحل بنقو وا موثاريكا الذي كان يترأس القمة آنذاك قوله:(دعونا ننظر لموقف المحكمة الجنائية الدولية، هل يملكون الحق ليعلموننا ما يجب أن نفعله في هذه القارة؟.. لا أعلم!) وخلال مايو من العام 2013 نقل عن الرئيس الزامبي الراحل مايكل ساتا لدى اعتراضه على أمر التوقيف الصادر بحق الرئيس الكيني أوهورو كنياتا قوله:(إنهم يعودن بنا للوراء لعهود الاستعمار الغابرة عندما اعتادوا اختطافنا. هذا هو الوقت الملائم لأن تنهض إفريقيا بشأنها الخاص).وخلال نوفمبر من العام المنصرم صدق مجلس الوزراء الناميبي على توصية حزب سوابو الحاكم القاضية بانسحاب ناميبيا من عضوية المحكمة الجنائية. ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة ذي ناميبيان اليومية فقد استحث رئيس ناميبيا هاج جينجوب الدول الإفريقية على الانسحاب من الجنائية الدولية. ونقلت ذات الصحيفة مقتطفات من خطاب كان من المفترض أن يلقيه الرئيس هاج بقمة الاتحاد الإفريقي التي استضافتها جنوب إفريقيا ولكن لم يتم إلقاؤه، نقلت عنه قوله:(يقول البعض إننا نحن من أنشأنا الجنائية الدولية، ومع ذلك، عندما ينشئ أحد كيانا ما على أنه ذو قيمةٍ، لكنه يدرك فيما بعد أنه استحال لشيء بغيض، فإنك تمتلك الحق لتركه طالما أنه قَصُرَ عن أداء الدور المنشود).وهو يتحدث بالسواحيلية خلال قمة مجلس الأمن والسلم الإفريقي حول الإرهاب والتي استضافتها كينيا خلال سبتمبر من العام 2014، نقلا عن الرئيس اليوغندي يوري موسفيني قوله:(سوف أتقدم باقتراح للقمة الإفريقية المقبلة.. أود أن ننسحب جميعًا من محكمة الغرب تلك.. لقد أيدت المحكمة في البداية لأنني ألتزم الانضباط ولا أقبل أن يقترف شخصٌ إثمًا ولا ينال عقابه)، ويواصل موسفيني قائلًا: (لكنهم أحالوها لوعاءٍ لاضطهاد إفريقيا مرةً أخرى، ومن هنا انتهيت من هذه المحكمة ولن أعمل معهم مرةً أخرى). غني عن القول إن الموقف الأخير لحزب المؤتمر الوطني الجنوب إفريقي الحاكم من الجنائية الدولية قد برهن أن المحكمة تمضي من سيئ إلى أسوأ..القارة السمراء التي يسعى سدنة الجنائية لاستخدامها كمخلب قط، إذن هي من رأى شجرًا يسير قبل سقطة رئيستها وما ذكر من مستندات وتسجيلات ضد مواطنها أوكامبو.. تلك هي إفريقيا التي تراهن عليها محكمة لاهاي تأتزر صرامتها وتحدثهم قائلة: ومن يجعل الضرغام بازًا لصيده تصيده الضرغام فيما تصيدا